فاطمة خير

نقطة حوار.. من الخارج

الخميس، 30 أكتوبر 2008 03:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يفتقد العرب ثقافة الحوار؟ سؤال يفرض نفسه حين المقارنة بين برامج على شاشات عربية، ومثيلتها على أخرى تنطق بالعربية وتحظى بإدارة غربية، ويمكننا اتخاذ برنامج «نقطة حوار» الذى يقدمه سمير فرح كمثال على ذلك.

البرنامج يذاع على شاشة BBC ثلاث مرات أسبوعياً (الاثنين، والأربعاء، والجمعة) ويعاد فى اليوم التالى لإذاعته، وشاشة BBC الناطقة بالعربية بالطبع لها إدارة عربية، لكنها فى النهاية تندرج ضمن باقة بريطانية، وهى التى تحدد لها أسس وقواعد العمل، والإطار العام الذى يحكم آلية صنع البرامج.

«نقطة حوار» طرح فى حلقة الجمعة الماضية، سؤال: هل تخشون تدهور أوضاعكم المالية؟، واضح جداً أن المسألة تتعلق بالأزمة المالية العالمية، وبقدر بساطة السؤال، جاءت إجابات المشاركين فى الحوار من دول عربية متعددة تلقائية بصورة مؤثرة ؛ لتعكس فى النهاية «بانوراما» لما يفكر فيه الإنسان العربى، هكذا.. دون تعقيدات، و«لا لف أو دوران»، ولا صراخ، خمسون دقيقة فقط، عكست رأياً عاماً عربياً دون وسيط.

وبعيداً عن الدرجة العالية من الاحتراف والعصرية التى يتصف بها أداء البرنامج، حيث يستخدم أكثر من وسيط لنقل آراء المشاهدين والمستمعين، حيث يستقبل الاتصالات الهاتفية، والرسائل الإلكترونية، ورسائل الموبايل، ورسائل الفيديو عبر الإنترنت؛ فإن تلقائية مقدمه التى تنعكس من خلال «نبرة» صوته الهادئة والمحرضة فى الوقت نفسه، ومن خلال مظهره غير المتكلف ؛ تدفع بدفة الحوار نحو «الفضفضة» المعبرة عما يجول فى خاطر المتحدث، لا الذهاب فى اتجاه استعراض العضلات الصوتية، من خلال رفع الصوت لأعلى درجة، ولا استخدام نبرة تتسم بالعصبية، وتستفز من يستمع إليها.

«هل تخشون تدهور أوضاعكم المالية؟»، سؤال لم يبذل مقدم البرنامج جهداً كبيراً فى توظيفه لخدمة الحلقة، لأن البساطة وحدها تكون الأقرب إلى قلوب الناس، وإذا أردنا تحريك مشاعر المشاهد بشكل راق دون مبالغة، علينا أن نسلك طريق «السهل الممتنع»، ما يتطلب خيارات «ذكية»، تحتاج مجهوداً فى خلق الفكرة، لكنها ستمهد الطريق أمام إدارة الحوار بطريقة أكثر سلاسة، دون أن يضطر من يديره لأن يحصل من المشاركين على أقصى انفعالاتهم، كل ما يحتاجه هو أصدقها فحسب.

شاشة BBC الناطقة بالعربية، تبدو عربية، لكنها فى الحقيقة ليست كذلك، صحيح أن ولاءها للخبر، لكن من يملك، هو من يحكم المسار فى نهاية الطريق، ولا بد أن قدراً من الغيرة يفرض نفسه، حين نشاهد شأناً عربياً، يقدمه عرب، وفقاً لتوجهات غير عربية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة