فاطمة خير

النجومية.. مسئولية شخصية

الخميس، 01 أكتوبر 2009 09:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«صناعة النجم.. مسئوليته هو شخصياً؟ أم مهمة يجب أن تقوم بها مؤسسة؟»!.
سؤال يبدو منطقياً، لكنه فى حقيقة الأمر «عبثى» جداً. وبعيداً عن كل الإجابات التى قد تبدو منطقية، وتلك التى تقدم إنقاذاً لماء الوجه، أو حتى لتبرير الفشل ؛ فإن «مشوار» فنان حقيقى واحد، كفيل بأن يفضح كل المبررات التى تساق تبريراً للفشل فى سبيل النجومية.

والمفارقة أن الإجابة لم تقدم من خلال برنامج من العشرات التى تقدم ليل نهار على شاشات الفضائيات، بحجة معلنة، وهى التعرف على مشوار نجم.. أو تقديم رحلة نجاحه كى يكون قدوة،... إلى آخر كل المبررات التى يحاول بها منتجو البرامج أن يحللوا ما ينفقون من أموال على برامج متشابهة، يملأون بها الشاشات، ويحصلون بها على أكبر قدر ممكن من الإعلانات «على حس» النجم المفترض، ويضحكون بها على عقول المشاهدين، الذين يجلسون ليمتعوا أعينهم بشخص يمثل عليهم دور النجم.. فيضحكون ويكسب المنتجون.

وطبعاً.. لأن شهر رمضان هو الماراثون السنوى لاستعراض رحلات النجوم و«خفة دمهم»؛ فبانتهائه يبدأ الاستعداد للماراثون الجديد: أسماء جديدة لبرامج قديمة، إعادة إنتاج لمسرحية مستهلكة دون أدنى قدر من بذل الجهد لتقديم الجديد ؛ لكن وفى الازدحام الرهيب للشهر الذى انقضى، قدمت شاشة «الحياة» أفضل رحلة يمكن أن تقدم لنجم حقيقى.. بعيداً عن سباق البرامج: «أبوضحكة جنان».. هو أفضل درس يمكن أن يقدم من نجم حقيقى لمدعى النجومية، وبعيدا عن التقييم الفنى للمسلسل، فإن الرحلة التى قدمها، تفضح بسهولة أى محاولات لتبرير الضياع فى طريق النجومية، صحيح أن منتجى المسلسل أرادوا تقديم سيرة حياة الراحل العظيم «إسماعيل ياسين»، وأن القناة فكرت فى تقديم منتج حصرى وحسب؛ لكن ما حدث أنه تم تقديم درس فى الإصرار على النجومية، فالنجم الحقيقى يعرف هدفه من البداية، ويناضل لأجل خياراته، ولا يقبل بما لا يرضاه على فنه، متخفياً وراء التبريرات الشهيرة من عينة: الجمهور عايز كده، وأنا كنت باسعى للانتشار أولاً، والمناخ ما كانش ملائم...إلخ.

«النجومية مسئولية النجم».. هذا هو الدرس الذى لم يقدمه أىٍ من برامج استغلت الفنانين للحصول على نسبة مشاهدة، تستهدف المكسب المالى، لا فرق بين برنامج يستضيف نجما، وبرنامج يقدمه كمذيع، الفنان هنا هو وسيلة للتربح من ورائه وحسب، ورغم أن الفنان أيضاً يحصل على مقابل مالى.. لكنه مكسب قريب وخسارة بعيدة.

أما الشاشات التى بدأت الاستعداد منذ الآن، لما تملأ به خرائط برامجها للعام القادم، فهى أمام تحد حقيقى: كيف يمكن إعادة استغلال نجومية فنانين استهلكتهم الشاشة الفضية؟، ورغم أن الحل بسيط للغاية؛ إلا أنه يحتاج لإيمان حقيقى بمعنى النجومية وبدور أصيل كلاعب أساسى لشاشات التليفزيون فى تقديم فنانين حقيقيين، لا أن تكون تلك الشاشات مجرد «رد فعل» لنجومية مفتعلة، صنعتها شركات الإنتاج السينمائى والدرامى..».









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة