فاطمة خير

السعودية.. وحروب إعلامية

الخميس، 11 يونيو 2009 09:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما لم تستطع السعودية أن تحققه بالسياسة، أرادت أن تحققه بالإعلام.
فى اليوم السابق لزيارة الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» إلى مصر، أى فى يوم زيارته للملكة العربية السعودية، كانت شاشة «العربية» هى أقرب لشاشة رسمية سعودية، فقد أبرزت مساء ذلك اليوم، أن «أوباما» حضر إلى السعودية للحصول على «مشورة» الملك «عبدالله»، حتى إن هذه الجملة ظلت على الشاشة تقريبا طوال مساء الأربعاء، باعتبارها الحدث الأهم، وهو التصريح نفسه الذى أبرزته قناة «الحرة» ليلتها، التصريح بقى على الشاشة بغض النظر عن تغيير المتحدثين وتنوع تعليقاتهم.

ذلك فى الوقت الذى كانت تتجه فيه أنظار العالم يومها إلى مصر، باعتبارها المحل المختار لتوجيه خطاب أمريكا إلى العالم الإسلامى، سواء لمناقشة أسباب ودوافع ذلك، أو بنقل صورة عن التحضيرات التى تجرى على قدمٍ وساق فى القاهرة، استعدادا للزيارة التاريخية، لم تر قناة «العربية» من ذلك، سوى إشارة فى برنامجها الصباحى «صباح العربية»، إلى مسجد السلطان حسن، إحدى محطات جولة «أوباما» فى القاهرة، حيث قدم البرنامج تقريرا عنه، كان يمكن أن يبدو مناسبا (خاصةً أن القناة تحفل بكودار مصرية كثيرة يصنعون تقاريرها)، لو أن التغطيات بقية اليوم تناولت جوانب أخرى لاختيار مصر للخطاب (باعتبارها مثلاً نموذجا إسلاميا معتدلا أو مهد الاستنارة فى العالم العربى).

كانت «العربية» قد عرضت قبلها بأسبوع، تقريرا عن حال أسرة سعودية شديدة الفقر، تأمل فى دعمٍ حكومى، التقرير الصادم، أوحى وقتها بمدى حيادية القناة، التى تنقل صورة عن الواقع السعودى مخالفة لما هو شائع عن الدولة العربية الأكثر ثراءً، ما يعنى كونها قناةً مستقلة، تهدف إلى نقل الحقيقة وحسب؛ لكن يبدو أن للاستقلال حدوده دوما، ففى الوقت المناسب، تحولت الشاشة المستقلة إلى أخرى تتحدث بلسان السياسة السعودية، التى بالتأكيد لم يكن اختيار القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامى، مفرحا لها.

الجدل حول القنوات الإخبارية العربية من زاوية مدى حياديتها، يطرح نفسه بقوة فى مواقف مثل هذه، حيث ترجح كفة التفسيرات التآمرية حول هذه القنوات أنها لسان حال مموليها من حكومات عربية وحسب، لكنها سلاح يظهر وقت الحاجة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة