فاطمة خير

الأجور فى الـ«BBC»

الجمعة، 05 نوفمبر 2010 12:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك فى أن قضية الحد الأدنى للأجور، هى نجم الساعة فى منتديات النقاش، ليس على مستوى مداولات مراكز اتخاذ القرار وحسب، ولا على مستوى نقاشات رجل الشارع العادى وحدها، إنما بالطبع احتلت المركز الأول بجدارة فى طليعة أخبار برامج التوك شو هذا الأسبوع وفى الاستحواذ على فقراتها الرئيسية.

بذلت البرامج جميعها، جهداً كبيراً، ومتابعة سريعة، لأجل تغطية الحدث المهم (تحديد حد أدنى للأجور فى القطاع الخاص)، لكن.. وآهٍ من هذه الكلمة، إذا استخدمنا مؤشر الريموت كونترول، للانتقال بعيداً عند محطة الـــبى بى سى، سنتوقف أمام الحلقة التى خصصها برنامج «نقطة حوار» أحد أهم برامج المحطة، لمناقشة القضية، ولأن البرنامج يستخدم ثلاثة وسائط إعلامية فى الوقت نفسه: البث التليفزيونى والإذاعى وعبر الإنترنت، فى اللحظة نفسها، كان طبيعياً أن يوسع ذلك من دائرة النقاش، ليتحول البرنامج لمنتدى حوار مفتوح بالفعل، خاصةً أن النقاش اتسع ليشمل قضية الحد الأدنى للأجور فى كل الدول العربية، لذا فإن خمسين دقيقة هى مدة بث البرنامج عبر وسائطه الثلاث، كانت كفيلة بعرض رؤى ووجهات نظر متعددة ومختلفة، عكست ما يدور فى رأس المواطن العربى، وقدم البرنامج وجهات نظر لأصحاب أعمال استثماراتهم صغيرة، الأروع أن النقاش لم يتوقف عقب الخمسين دقيقة، حيث إن البرنامج يستمر لمدة ثلاثين دقيقةً إضافية عبر راديو الإنترنت الخاص بالشبكة!

النموذج الجديد والخاص بهذا البرنامج، يتيح مساحة واسعة من التفاعل مع المتلقى، أياً كان نوع الوسيط الإعلامى الذى «يتلقى» من خلاله المادة الإعلامية، كما يتيح أيضاً أكثر من طريقة للتفاعل مع مقدمى البرنامج، ما يعطى النقاش زخماً وثراءً، ما أحوج برامجنا إليه.
فرغم المجهود الكبير الذى بذلته برامج التوك شو لملاحقة تبعات الحكم القضائى بتحديد حد أدنى للأجور، وقرارات المجلس القومى للأجور بهذا الشأن، خاصةً أن الحدث وقع فى نهاية الأسبوع، فإن أصواتاً هى نفسها كانت فى البرامج على تعددها، ليس تقصيراً من صناع هذه البرامج، بقدر ما هو قصور فى الرؤية نحو الدور الحقيقى لها، وكيفية توظيف الأدوات لصنع منتديات نقاش تعكس واقع الشارع وتوجهاته.

ما نحتاجه ليس مساحة أرحب من الحرية الإعلامية وحسب؛ بل بالقدر نفسه رؤية حقيقية وعميقة وسريعة، لتطوير أدوات إنتاجنا الإعلامى أيضاً.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة