فاطمة خير

المجد للإعلان

الجمعة، 23 أبريل 2010 12:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل منتج إعلامى، يهدف إلى أو يسعى للحصول على الإعلان، ليس باعتبار أن الإعلان فى حد ذاته هو هدف دائماً - لأنه كذلك فى أحيان كثيرة- وإنما لأن الإعلان يضمن استمرار المنتج لأنه يجد من ينفق عليه. هذا ما لا يستطيع أحد إنكاره.

وغالباً ما يقاس نجاح المنتج، بكم الإعلانات التى تتهافت عليه، ويبدو هذا واضحاً بشكل جلى على شاشة التليفزيون، أكثر من أى مساحة إعلامية أُخرى، لكن.. هل يبرر هذا، أن تتحول البرامج الأكثر نجاحاً، إلى ما يشبه مساحة لعرض الإعلان يتخللها برنامج؟!.

وليس من مثال أبرز على هذا، أو أكثر فجاجة من برامج التوك الشو، أرجو ألا يظن أحد بى الحماقة، فما فائدة البرنامج أصلاً إن لم يحظ بنسبة مشاهدة عالية، تترجم إلى مواد إعلانية؟!.
لكن هل من العدل، أو من المنطق، أن يجلس المشاهد أمام شاشةٍ ما لـ«يستمتع» أو يستفيد ببرنامج، فيدفع ثمن إعجابه به، من وقت مهدر؟!، ويبدو أنه من المنطق ألا ننتقد زيادة مساحة الإعلانات فى برامج التوك شو، لكن من المنطق أيضاَ، أن نعلن بأنه قد حان الوقت، لكى نفتح باب النقاش، حول الحد الذى يجب أن يتوقف عنده جور المادة الإعلانية على الإعلامية.

وعلى سبيل المثال أيضاَ، تخيلوا معى، أن برنامجاً مثل «90 دقيقة» تصل المساحة الإعلانية فيه إلى 48 دقيقة!، وتصل الفقرة الإعلانية الواحدة إلى 12 دقيقة!.
قد أسمع من يقول «اللهم لا حسد»
لكن أين حق المشاهد؟
كيف يمكن متابعة نقاش، إذا تخلله فاصل ربع ساعة؟!، كيف سيتمكن المشاهد من المتابعة ؟ وكيف سيواصل الضيوف النقاش بالحماسة نفسها وبالقدرة ذاتها على التركيز؟!.

قد يكون من العبث أن نخاطب صناع هذه البرامج، أو ملاك القنوات، فى موضوع كهذا، لكن على الأقل ليراجعوا أنفسهم، وليجدوا طريقة ما للاستفادة مادياً، بما يكفل لهم الربح، والقدرة على الاستمرار فى الإنفاق على البرامج، دون الإخلال بحق المشاهد فى الاستفادة. ربما تكون الطريقة بتحديد مواعيد الفواصل الإعلانية ما بين الفقرات، وربما تقليل المساحة الإعلانية أو تحديدها (عشر دقائق لكل ساعة مثلاً)، على أن يتم رفع سعر الدقيقة.

والنقاش بين القنوات ليس مستحيلاً، فملاكها فى الآونة الأخيرة، أصبح فيما بينهم حوارات واتفاقات، كتلك التى تقضى بالبث المشترك لبعض البرامج الاستثنائية، أو بعدم السماح بانتقال العمالة فيما بينهم.

الأصعب من الصعود إلى القمة، هو البقاء عليها، واستمرار النجاح العظيم الذى حققته برامج التوك شو فى السنين الأخيرة، هو رهين باستمرارها فى اجتذاب المشاهدين، لا.. تنفيرهم.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة