فاطمة خير

«منك لله يا جمال يا مروان»

الجمعة، 02 يوليو 2010 02:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تهتم «ميلودى» أبداً بكل ما يوجه إليها من نقد، كل الانتقادات التى وجهت إلى القناة، بسبب خروج الفواصل الخاصة بها، عن المألوف فيما يخص الحدود الأخلاقية، لم تسفر سوى عن تعمد القناة الاستمرار فى الخط نفسه!.

ماذا يعنى هذا إذن؟: إما أن القناة تنتهج مبدأ أنها تفعل ما تريد وعلى المتضرر أن يوجه الريموت كنترول إلى محطة أخرى، أو أن هذا النوع من الفواصل يحقق لها نسبة مشاهدة كبيرة، أو.. أنه منهج واضح وغير عشوائى، يعنى أننا على أعتاب مرحلة جديدة من الإنتاج الإعلانى، يضع المتعارف عليه من الأخلاق جانباً، لأنه فى سبيله للتمهيد لعالم إعلامى جديد.

تذكروا معى حين أطلقت نانسى عجرم، أغنيتها التى سببت شهرتها «أخصمك أه»، قامت الدنيا ولم تقعد، لأن ذلك الفيديو كليب كان بمواصفات ذلك الوقت (سبع سنوات لا أكثر)، خروجا عن المألوف، واعتبره الكثيرون محرضاً على الانحلال الأخلاقى، وطبعاً.. كلكم تعرفون أن هذا الفيديو كليب، كان مجرد بداية لسنّة جديدة فى عالم الأغنيات المصورة، وأن صنّاعه كان يعرفون ما يفعلون، والآن وبعد سنوات، حين نشاهد الأغنية، ندرك بسهولة أن الأغنيات المصورة التى تحرض على الانحلال، قد عرفناها بعده بالفعل!، خاصةً حين أصبح التبارى فى التعرى والتلميحات الجنسية الواضحة، هو السبيل المفضل لكثيرين من صناع الفيديو كليب.

فهل سيأتى اليوم الذى نتذكر فيه سلسلة الفواصل الشهيرة على «ميلودى» الآن، والتى تذيع القناة الجيل الثالث منها، بطولة نجمها «حمزاوى» وفريق عمله: بوبى ورجل ميلودى وطفلهم المعجزة؛ لنترحم على هذه الأيام، بعد أن يصل سباق الفواصل الإعلانية للقنوات إلى مستوى لا يعلم مداه إلا الله؟.

الفواصل التى يختتمها البطل بجملته الشهيرة « منك لله يا جمال يا مروان»، أو حتى بعد أن أصبحت «أشوف فيك يوم يا جمال يا مروان»، بالفعل مصنوعة بـ«خفة دم»، وهى جذابة، وأصبحت قادرة على صنع نجومها، وتثبيت شخصياتها وتطويرها، بل تقديم نجوم خاصين بها أيضاً، لكنها فى الوقت نفسه ترسخ لثقافة تقوم على أن «الإسفاف» غير منفر، وأنه عادى.. يعنى ممكن أن يكون ضمن تفاصيل حياتنا!.

وكأن شبابنا فى حاجة لإدخال مفردات تسفه من الأخلاق.

طبعاً يبدو الكلام عن تلك الفواصل.. ممطوطا ومكررا، ولكن لا يمكن الهروب من تساؤلات تلح بسببها: لماذا تلقى قبولاً لدى الجمهور الذى يقبل على مشاهدتها حتى لو انتقدها؟، وهل هذا المنتج الإعلامى والفنى القصير المدة والمكثف هو السبيل الجديد لاكتشاف نجوم جدد؟ ولماذا تخاطر القناة بعرض فواصل تلقى انتقاداً شديداً حتى إنها نفسها تسخر من هذه الانتقادات؟.

الخوف.. كل الخوف، هو أن تكون فواصل «ميلودى» على تعددها مجرد بداية لعصر جديد تتخذ فيه الأشياء مسميات جديدة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة