فاطمة خير

كلام ناس عاقلة

الأربعاء، 08 يونيو 2011 07:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يا سادة يا كرام.. الحديث عن تطوير فى المبنى الأسطورى «ماسبيرو»، هو كلام فى الهوا.
ليس تشاؤما، إنما هو.. كلام ناس عاقلة.
لماذا؟
لأن التطوير قد يصلح فى شىء فيه أمل، المطلوب وبسرعة إعادة بناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون ككيان إعلامى هو الأعرق عربيا، وهو رأس الحربة للإعلام المصرى.
التفكير بمنطق إصلاحى يحتاج لدراية وخبرة كبيرة بـ«دهاليز» ماسبيرو، ولرؤية طويلة الأمد للمطلوب منه، ثم السبيل إليه، ولأن مصر على أعتاب تاريخ جديد، فالتفكير بمنطق «نقطة ومن أول السطر» هو الأنجح هنا.. التخلص من أثر سياسات إعلامية عقيمة لن يكون سهلا ولن ينفذ بقرارات.
لو أننا فكرنا بأسلوب وضع كل التفاحات خارج السلة ثم إعادة ترتيبها لامتلكنا القدرة على التمييز والاختيار على خلفية الأجود والأصلح والأقدر على المنافسة، وهى المعايير الوحيدة فى عصر أصبح فيه الإعلام قوة ضاربة.
والاختيار على أساس القدرة على الاستمرار يعنى أن أبسط البرامج لا يقل أهمية عن أشهرها، ولا مكان هنا لأنصاف الحلول ولا الرضا بأشباه النجاح.
سأضرب لكم مثالا بسيطا يوصلنا فى نهاية الخيط إلى أن «التغيير» فى الرؤية ضرورة.. فى حلقة من «شقاوة شطار» الذى يذاع يوم الجمعة على الفضائية المصرية كان التصوير فى مدرسة راقية، أرادت المذيعة أن تشارك الصغار دروسهم، ولأن معلمتهم (المصرية) كانت تتكلم الإنجليزية قررت المذيعة أن تثبت طلاقتها فى اللغة الأجنبية حتى «تبين شطارتها هى كمان»، فكانت تتحدث بالعامية ثم الإنجليزية ثم تتدارك الأمر وتعود للعامية!! كانت الحلقة مهزلة، فلو أنها موجهة لأطفال مدارس أجنبية فبالتأكيد هم لا يشاهدون هذه القناة!! ولو أنها موجهة للجمهور الأغلب من الأطفال المصريين فلماذا «حرقة الدم» والتعالى عليهم؟! هذا مجرد نموذج لبرنامج قد لا يلفت النظر من الأساس، لكن انظروا كم سيترك من ألم فى نفوس أطفال شعروا أنهم «أقل» ممن شاهدوهم، كيف كانت تفكر المذيعة؟ وأين كان المخرج؟ الأمر كله كان عبثيا تصور صانعوه أنه لن يراه أحد، وهنا معقل الفرس، فنحن فى حاجة إلى إعلام يقوده ماسبيرو ويراه الآخرون ويساهم فى نهضة مصر لا فى خزيها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة