محمود يسن

علم إسرائيل.. وحّد المصريين

الأحد، 21 أغسطس 2011 09:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أحمد الشحات، محمود نافع، محمد العباسى، محمد أفندى، علم مصر، شهر رمضان".. لا أعرف لماذا قفز إلى ذهنى كل تلك الحقائق دفعة واحدة أنا أشاهد مشهد إنزال العلم الإسرائيلى من أعلى السفارة العبرية.

يبدو أن الشاب المصرى أحمد الشحات الذى تسلق عمارة طولها 22 طابقا، لينزل العلم الإسرائيلى الجاثم على صدورنا طوال أكثر من ثلاثين عاما، ويحرقه ويضع مكانه علم مصر، قد أعاد إلى ذهنى هذه الأسماء.. ولما لا! وقد ارتبطت جميعها بشهر رمضان وبقيمة التكاتف والتوحد.

نعم، عبرنا، وانتصرنا فى العاشر من رمضان، ليرفع المهندس محمود نافع، أو الرقيب محمد العباسى، أو محمد أفندى – على اختلاف الروايات - علم مصر على خط برليف بعد احتلال دام ست سنوات، وأيضا استطاع أحمد الشحات بعد أكثر من 30 سنة ظل العلم الإسرائيلى موجدا فى سماء مصر، وفى شهر رمضان أيضا تم إنزال هذا العلم وإحراقه وسط فرحة الملايين.

رغم يقينى بأن ما فعله "أحمد الشحات" هو شىء رمزى قد لا يعتد به على أرض الواقع السياسى، إلا أنه أسعد كل المصريين، ووحدهم، هؤلاء المصريون الذين نزفت قلوبهم قبل أيام بعد استشهاد جنودنا البواسل على يد رصاص الغدر الصهيونى، فأخيرا نرى ذلك العلم ينزل ذليلا – ولو معنويا – محترقا، ليرفرف مكانه علم مصر.

فالعلم هو رمز الدولة وأيقونتها الذى تعرف به بين دول العالم، دون الحاجة إلى كتابة اسمها، لذا دائما ما يكتسب ذلك العلم قدسية عالية، ويعتبر إهانته إهانة للشعب الذى ينتمى إليه.

تماما، كما وحدت حرب أكتوبر المصريين تحت شعار وهدف واحد هو استرداد الأرض المصرية، وحدت يد الغدر الصهيونية على الحدود، المصريين جميعا تحت هدف واحد، هو القصاص لشهدائنا وطرد السفير الصهيونى، لتشتعل المظاهرات بوقود الوحدة المصرية بعيدا عن التشرذم ما بين إخوان وسلفيين وليبراليين واشتراكيين.

أحمد الشحات، رغم بساطته التى تبدو عليه، إلا أن ما فعله عمق لدينا قيمة التوحد والترابط فى هذه اللحظة التاريخية الخطيرة فى عمر مصر والثورة، لندرك جميعا أنه ليس لدينا رفاهية الاختيار بين الأحزاب والائتلافات والاتجاهات السياسية والدينية وغيرها، بل علينا فقط أن نتوحد لتظهر قوتنا من تضافرنا، لنستطيع مواجهة الخطر سواء أكان داخليا أو خارجيا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة