صدر حديثا ضمن سلسلة إبداع عربى التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب ديوان جديد للشاعر البحرينى قاسم حداد تحت عنوان "لست جرحا ولا خنجرا" ويضم الديوان 65 قصيدة، يبدأ بقصيدة دالة على التحول الفادح فى بنية المجتمع البحرينى، الذى كان يعتمد قبل ظهور النفط على الصيد من مياه الخليج، وعنوانها "مسامير السفينة".
وتتحدث القصيدة عن مسامير السفينة الوطن، التى طالها الصدأ كنتيجة طبيعية لهجرها إلى مصدر آخر للرزق، أو أكثر، فتغرق ثم لا يملك أهلها فى النهاية سوى البكاء حسرة على ما ضاع وحنينا إلى ما انقضى.
ويعتبر "لست جرحا ولا خنجرا" الذى رسم غلافه الفنان أحمد اللباد، هو ثالث الكتب الصادرة ضمن سلسلة "إبداع عربى" التى يرأس تحريرها أحمد توفيق، بعد كتابى "رماد مريم" للجزائرى واسينى الأعرج، و"الرواية العربية ورهان التجديد" للمغربى محمد برادة.
المخاطب فى عنوان الديوان "لست جرحا ولا خنجرا" مؤنث، وقد يكون البحرين الوطن الذى تبدلت أحواله جذريا مع طفرة النفط، ما خلف آثارا اجتماعية وثقافية يصعب تفادى تأمل عمقها، خصوصا فى ظل حراك يبتغى الإصلاح فى إطار الربيع العربى.
يقول قاسم حداد فى تلك القصيدة "اهدأ قليلا، وانتظر تلك الحشود تمر ذاهبة إلى الماضى، ودعها، دع لها مستقبلا ينساك، واهدأ، ريثما يتذكر القتلى خريطتهم". وفى قصيدة أخرى عنوانها "العظم الواهن" حيث يواصل تأكيد الحنين إلى ماض لم يبرح الذاكرة "كان السفر بعيدا والساحل يرى القلوع تنقصف تحت حوافر الإعصار قل الأرض، الأنين عائد من البحر وحده، والأطفال يكبرون".
جدير بالذكر أن قاسم حداد من مواليد عام 1948 وله أكثر من 25 كتابا، صدر أولها فى ابريل 1970 بعنوان"البشارة"، ومن أبرزها "يمشى مخفورا بالوعول"، و"عزلة الملكات"، و"ما أجملك أيها الذئب"، و"فتنة السؤال"، و"مكابدات الأمل"، و"المستحيل الأزرق".
