كريم عبد السلام

العائدون من سوريا

الأربعاء، 05 سبتمبر 2012 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد يجادل الآن فى أن المخابرات الأمريكية كانت وراء غسل عقول عشرات الآلاف من الشباب المصرى والعربى، وتجنيدهم لقتال الجنود السوفييت إبان احتلال الاتحاد السوفييتى لأفغانستان فى ثمانينيات القرن الماضى، ولا أحد يجادل فى أن الأجهزة السعودية قامت بدور الوكيل الأمريكى فى المنطقة لحشد الشباب المتطوعين، وحثهم على السفر إلى أفغانستان، وتمويل رحلاتهم، عبر الترويج لفكرة جهاد الكفار الملاحدة ونصرة إخواننا المسلمين الأفغان.

الأجهزة السعودية طبعا كانت تنسق لتنفيذ التخطيط الأمريكى لإغراق السوفييت فى مستنقع أفغانستان، وصناعة فيتنام جديدة فى كابول وتورا بورا، ولم يكن هذا التخطيط ليتم بدون الكتائب المجاهدة من الشباب المصرى والعربى الذين أقدموا على التجربة بروح حرة وضمير يقظ، وسعى للاستشهاد فى سبيل الله، غير عالمين أن نياتهم الصادقة تتحول إلى مكاسب فى حرب قذرة بين واشنطن وموسكو.

ما لم يعمل حسابه الأمريكان والسعوديون أن يتعلم الشباب البرىء شيئاً خارج الصندوق من حربهم فى أفغانستان، وبالفعل فور انتهاء الحرب وخروج السوفييت من كابول مهزومين، التفت الشباب المجاهد الذى كوّن تنظيمات قتالية شرسة ليحاول تغيير الأنظمة العربية بالقوة، وفى مصر اكتوينا بنيران العائدين من أفغانستان، كما اكتوى العالم كله بتنظيم القاعدة بقيادة بن لادن الذى نشأ وتكوّن فى أفغانستان.

الآن تتكرر جولة جديدة من الجهاد المزعوم من خلال دعوة الشباب المصرى والعربى للجهاد ضد بشار الأسد فى سوريا، وبالفعل سافر العشرات من الشباب صغار السن إلى دمشق، وأعلن بعض الصفحات السلفية عن سقوط 3 شهداء بين صفوف المجاهدين المصريين المقاتلين إلى جوار الجيش الحر.

السؤال الآن: من سمح للشباب المصرى بالسفر إلى سوريا والمشاركة فى الحرب الدائرة هناك، ومن يتحمل تبعات عودة هؤلاء الشباب بخبراتهم القتالية وأفكارهم وتكتيكات العنف التى سيعودون محملين بها؟

بالتأكيد، المجتمع المصرى لا يتحمل المزيد من العنف، ولا الأفكار التكفيرية، ولا التغيير خارج إطار الدولة والقانون. وأى كلام ضد هذا الطرح يعنى المتاجرة بمصير البلاد والذهاب بها إلى المجهول، فهل ننتظر تحركا من الرئاسة لوقف مسلسل التغرير بعقول الشباب؟.. إنا لمنتظرون.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة