فاطمة خير

عن القسمة والنصيب.. وشعوب تعشق النكد

الثلاثاء، 23 أبريل 2013 03:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«اللهم اجعله خير».. تخيلوا أن هذهِ الجملة يقولها شخص حين يباغته فرحٌ مفاجئ، أو حين يضحك على غرة! طبعاً يحدث هذا لدى شعوبنا وحدها، فهى شعوب تقرن الفرح بالحزن، وتربط بين الفرج والطرق المسدودة، وتوقن بأنه لابد للضحكة أن تتلوها دمعة!.

يرضى الإنسان بالمقسوم، لأن عدم الرضا لا يورث سوى النقمة، وكما يقولون «المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين»، لكن من قال إن المكتوب على الجبين قُدِّرَ لأحدٍ أن يقرأه؟، لا أحد يعلم الغيب سوى الله جل جلاله، والله خلقنا كى نعمر الأرض، جعل الإنسان خليفةً له، وكرمه عن كل المخلوقات، كى يحمل بذرة الحياة للكون، ولا حياة دون فرح، لا حياة دون تفاؤل، لا حياة دون ثقة بأن الله يختار لنا الأفضل، ويكتب لنا ما من شأنه أن يجعل الحياة معاشة، حتى لو صاحب ذلك بعضٌ من الهم، أليس هو القائل «وخلقنا الإنسان فى كبد»، الحياة فى ذاتها كما كتبت على بنى آدم، هى «الكبد»، وهى المعاناة، لكن ما من قائل بأن «النكد» و«الغم» مكتوبان علينا، لمجرد أننا خلقنا بشرا!.

والنصيب.. لايعنى أبداً أن كل ما يقابلنا فى الحياة هو قدر لا فكاك منه، وإلا ما كان فى الحياة من ناجحين وسعداء وأثرياء، ما كان فى الحياة أشخاص ارتضوا المجد سبيلاً للخلود فى ذاكرة البشرية، ما من عظماء، وما من ملهمين، ما من أبطال، وما من منتصرين.

هى الحياة هكذا تعطى من يستحق، والاستحقاق هنا هو حلم بالحياة كما أرادها الله لنا، وليس صدفة قد تصيب فردا فتجعله يحظى بما يحلم به الآخرون، قد يظن الآخرون أن شخصاً أمامهم هو أبسط بكثير من أن يحلم، ويفاجأون بما أعطاه الله بعدها، سيقنعون أنفسهم أنه الحظ، و«قيراط حظ ولا فدان شطارة»، الشطارة هنا هى «عزيمة» النجاح، والحظ هنا هو الثقة بأن الإنسان ينال ما تصبو إليه «همته».

من الأسهل جداً أن يجلس الشخص لاعناً حظه، خائفاً حتى من ممارسة الفرح؛ عله يحمله مسؤولية انتظار مزيد من البهجة، أو ممارسة السعى لخلق حياة أفضل، الأسهل أن يتحسر على حاله، خاتماً حديثه مع الآخرين أو مع نفسه قائلاً: معلهش القسمة والنصيب.

لو أن هذهِ هى اللحظة الأخيرة فى حياتك، ماذا كنت تتمنى لتفعل؟، أخافك السؤال؟، تصور أنه يمكن أن يكون حقيقة؛ فلربما هى اللحظة الأخيرة بالفعل، أتختار أن تمتلئ بالندم أو الرضا؟، أن تكون فرصةً أخيرة للفعل أم لحظة أخيرة مهدرة؟، لو أنك فكرت هكذا ستعرف حقاً كم هى غالية هذهِ اللحظة التى تعيشها، ستتمنى ألف مرة لو أنك فرحت وحلمت وفعلت، لا أن تستسلم لما تظنه «القسمة والنصيب».








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة