فاطمة خير

عزيزى.. أنت لا تستحق الحرية!

الثلاثاء، 14 مايو 2013 03:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تستحق الحرية؟ أنت لا تستحقها!.
كم مرة حاربت لأجلها؟
كم مرة تجاوزت الحلم بها.. للسعى إليها؟
هل تعرف معنى الحرية أصلاً؟

نحن شعوب لا تعرف الحرية، وإن كانت تدعى الإيمان بها، للأسف.

كم مرة تلصصت على جارك كى تعرف عن أخباره؟ كم مرة انتقدت الآخر لأن شكل ملابسه لا يعجبك، طريقة حديثه لا تروقك، السيارة التى يملكها تدل على «ثراء مفاجئ، ميراث لا يستحقه، تبذير وفشخرة.. إلخ»، المرأة التى يسير معها لابد على علاقة آثمة بها، الرجل الذى تسير بجواره تخون زوجها معه، وغيره وغيره.. إلخ.

ولا تتصور أن هذا ببعيد عن الحرية التى نقول بأننا نحلم بها لأوطاننا، فالأشخاص الذين يضيعون أوقاتهم «أغلى ما تملكه الشعوب المتحضرة» هم بالضرورة لا يعون معنى الزمن، ولا قيمة مرور الأيام والسنوات، وبالتالى لا فارق لديهم من أن تمر هذه الأيام فى انتقاد اختيارات الآخرين، أو أن تمر وهم مغيبون تماما عن المشاركة فى بناء أوطانهم، أى اختيار طريقة سير حيواتهم، فلا يدرك ذلك سوى من يعرف قيمة «الحرية».

«الحرية».. قيمة كبيرة، قيمة تعادل الحياة نفسها، فما قيمة حياة بلا حرية؟، وكيف تكون حرية بلا حياة؟ قد يعتقد البعض أن هذا كله حديث لهو، لا معنى له ولا فائدة، لكن صدقونى، القضية واحدة، لو أنك مارست حقك فى الحرية، لو أنك أدركت قيمتها، لاحترمت الآخرين، واحترمت نفسك، لو أن كلاً منا فعل ذلك لعشنا جميعًا فى وطن حر، فاختيارك لمجال دراستك، وأصدقائك، ومهنتك، لحلمك.. اختيارك لحلمك، هو فى الحقيقة اختيار لممارسة حقك فى انتخاب من يمثلونك فى المجلس المحلى، وفى البرلمان، ولرئيس جمهوريتك، لممارسة الحلم بوطن يخصك، لا وطن تولد فيه ولا تحلم سوى بالهروب منه بحثًا عما تعتقد أنك تفتقده: حرية مزيفة، زيفها مرده أنك لا تستوعبها ولا تستحقها، «الحرية» فعل تنبع القناعة به من داخلنا، فنمارسه فى أى أرض وأيما وقت، ولا نحتاج أبدًا إلى هجرة أوطان ننتمى إليها كى نجدها «حرية جاهزة تيك أواى»، هى نتاج نضال شعوب أُخرى، نضال لسنا على استعداد لأن ندفع ثمنه، ثم نطالب بحرية مجانية لا تستقيم أبداً فى أرض غير جاهزة لاستقبالها.
ولأننا فى وطن «يحاول» أن يولد من جديد، فالفرصة سانحة للغاية، كى يراجع كل منا نفسه، أن يقف قليلاً ويسأل نفسه: ماذا اخترت فى حياتى؟ وماذا أنوى أن أختار فيها؟ الاختيارات الفردية والتى تبدو بسيطة، هى فى حد ذاتها تدريب على ممارسة الفعل: فعل الاختيار، والذى ببعض من شجاعة يوصلنا لابد للحرية، بعد زمنٍ طال أو قصر، فلنجعل اللحظة الآنية هى البداية، بداية الاختيار:
أن تختار سكنك
أن تختار صحبتك
أن تختار عملك
أن تختار عالمك
أن تحيا حرا
تُرى كم واحدًا منا مارس ذلك؟ كم واحداً فينا.. حر؟
صدقونى.. نحن شعوب لا يستحق الحرية طالما لم ندفع الثمن.
«الحرية».. قيمة كبيرة، فما قيمة حياة بلا حرية؟ وكيف تكون حرية بلا حياة؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة