بلال رمضان

الحقيقة والدم

الأحد، 28 يوليو 2013 10:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثابت، والذى لا جدال فيه، هو أن الدم أصبح كأنباء الطقس، تذاع فى نهاية النشرة كل مساء، لنعرف أحوال الشارع فى الغد، ونأخذ حذرنا من المناطق الأكثر حرارةً، لنتجنبها، ونترقب أحوالها.

والثابت أيضًا، هو أننا صرنا نتبارى كفريقين خصمين، لكل حزبٍ منَّا رصيده من الضحايا، والثابت أن كلا الطرفين خاسرين، مهما أحصينا فى كشوف ضحايانا من جرائم ارتكبت بدمٍ بارد، وردود أفعال أشد برودة فى أجواءٍ ملتهبةٍ، صرنا نفتش فى صفحات يومياتنا عن خيباتنا، متناسين عن عمدٍ أو بغير قصد أننا فى الأصل "بشر"!!.

والثابت أننا صرنا بحاجة للغة جديدة، أكثر قدرة على التعبير والوصف، والبحث فى تاريخنا المليء بالانكسارات عن زمن يشبه يومنا هذا، عن عصر أقل ما يقال عنه أننا فى أزهى عصور العُهر، من يحافظ فيه على طهارته فهو نبى، وللأسف أن زمن الأنبياء والرسالات انتهى، صرنا فى زمنٍ الكل فيه مدان، سواء بالصمت أو بالرأى، أو اقتبسنا من الأنعام صفات من زخرف الحياة، فنكون مثلاً كالبغبغانات أصحاب شعارات تندد بأن "الدم كله. نعم "كله حرام" ولكن هل فتشنا فى ذاكرتنا ولو لوهلةٍ وسألنا أنفسنا: لو أن الشهوة لم تدخل قلب "هابيل" فلم يقتل "قابيل"؟!

لن أفعل مثلما تفعلون ليل نهار، وأذكركم بتاريخ يسخر من ضحاياه، يلقى عليهم نظرة ويمر، لن التفت لشيوخ لو كان بإمكان الدين أن ينطق لصرخ فى وجوههم، لن أفعل مثلكم لأن الثابت والواضح أن الدم على الأرض والجهل يرقص فوق الرؤوس ويقهقه بملء فيّه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة