مكتبة الإسكندرية تُصدر كتاب "شواهد القبور الأيوبية والمملوكية فى مصر"

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013 12:28 ص
مكتبة الإسكندرية تُصدر كتاب "شواهد القبور الأيوبية والمملوكية فى مصر" غلاف الكتاب
الإسكندرية ـ جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مركز دراسات الكتابات والخطوط بمكتبة الإسكندرية الإصدار الخامس عشر ضمن سلسلة "دراسات فى الخطوط"، بعنوان "شواهد القبور الأيوبية والمملوكية فى مصر".

وتأتى أهمية هذا الكتاب لكونه دراسة علمية تنشر لمجموعة من شواهد القبور الإسلامية التى ترجع إلى العصرين الأيوبى والمملوكى فى مصر؛ يتم نشرها نشرًا علميًا لأول مرة، حيث تميزت مصر عبر عصورها الإسلامية المختلفة بكثرة ما عثر فيها من شواهد قبور إسلامية وجدت فى أرجائها المختلفة.

وقد أثبت الباحث الدكتور علاء الدين عبد العال؛ مدرس الكتابات والنقوش الأثرية الإسلامية بقسم الآثار الإسلامية بكلية الآداب بجامعة سوهاج، من خلال دراسته لتلك الشواهد وما احتوته من كتابات وزخارف، اهتمام الفنان المسلم بها وبزخرفتها، وفى ذلك ما يبرز قيمتها التاريخية والفنية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية، ويبرز أيضًا ما كشفت عنه من تطور الخط العربى وطرق كتابته وأسلوب تنفيذه على شتى المواد المختلفة.

ويهتم مركز الخطوط بنشر مجموعات متنوعة من شواهد القبور والدراسات المتنوعة عنها، حيث تُعد النقوش الكتابية الشاهدية القديمة من المصادر التاريخية المهمة التى تنقل لنا صورة موثقة للحياة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات القديمة، وهذه الأوعية التاريخية تعوض النقص وتسد الفراغ فى المصادر التاريخية فى هذا المجال، وتمتاز بصحة تواريخها والأعلام التى تذكر بها، وتفيد فى مراقبة أقوال المؤرخين وإثبات صحتها.

وتعد شواهد القبور إحدى هذه الأوعية التاريخية التى تحمل جانبًا معينًا يتعلق بتاريخ بعض الشخصيات ومكانتها ونسبها وفضائلها، تلك التى حرص من عاصروهم على تسجيلها على شواهد قبورهم بعد موتهم، وتعكس هذه الشواهد، وما عليها من كتابات، مظاهر اجتماعية ودينية ولغوية من مختلف العصور التى كتبت فيها.

وتأتى الاستفادة من تلك المجموعة فى إظهار جوانب مهمة فى مصر خلال الفترة الأيوبية والمملوكية، ويستفيد منها الباحث فى الجوانب التاريخية أو معرفة التراجم والخطوط أو إيضاح جوانب تاريخية مغلقة تفتح آمالاً مهمة لدارس التاريخ، حيث عرض بالكتاب أراء بعض المؤرخين وأصحاب كتب الزيارات، وعلماء المسلمين والفقهاء فى شواهد القبور والكتابة عليها.

وعرض الكتاب أيضًا لبعض صناع شواهد القبور الإسلامية فى العصرين الأيوبى والمملوكى.
واهتمت الدراسة بالشكل العام للشواهد فى العصر المملوكي، واتضح من خلالها أن الشكل المستطيل كان من أكثر الأشكال استخداماً فى شواهد القبور المملوكية، يأتى بعده شكل الأعمدة الأسطوانية، ثم الشكل المربع، ثم شكل الأعتاب الحجرية، ووجدت بعض الشواهد التى تأخذ شكل عقد نصف مستدير من أعلى، كما فى الشاهد المثبت بمسجد عقبة بن عامر بقرافة الإمام الشافعى، وقد ظهرت عديد من الشواهد التى تعتبر جزءاً من مقدمة تركيبة حجرية أو رخامية، وتؤدى نفس وظيفة شاهد القبر، من حيث احتوائها على الكتابات الجنائزية الرئيسية، بينما تحتوى الجوانب الأخرى للتركيبة على بعض الآيات القرآنية.

وعرض بالكتاب مراحل تطور الخط العربى عبر العصور الإسلامية، وتناول بالتفصيل الخط الكوفى وأشكاله المختلفة، ثم خط النسخ وبداية ظهوره، وأيضًا خط الثلث وانتشاره، والفارق بينه وبين خط النسخ. وتناولت الدراسة نماذج للخط الثلث فى العصر المملوكى وأشهر المدارس الخطية التى ظهرت فى هذه الفترة، ومن أمثلتها مدرسة الشيخ شمس الدين الزفتاوى، ومدرسة ابن أبى رقيبة بالقاهرة، ثم تناول الكتاب الأسماء التى أطلقت على خط الثلث، والنسبة الفاضلة فى الخط العربى. وترجع أهمية هذه المجموعة من شواهد القبور فى دراسة صيغ النصوص بها ودراسة مجموعة أسماء تلقى بعض الضوء على التنقلات أو الهجرات التى حدثت لبعض القبائل العربية، أو هجرات الأجناس الأخرى المتنوعة إلى مصر، والتى وفدت إليها واستقرت بها إلى أن توفاها الله؛ فدفنت بأرضها فى هذه الفترة التاريخية.

وأوضحت الدراسة وجود أنواع مختلفة ومتنوعة من الألقاب الإسلامية، منها ما كان موجودًا ومستخدمًا قبل العصر الأيوبى، ثم استمر استخدامه، ومنها ما ظهر لأول مرة فى العصرين الأيوبى والمملوكى نتيجة لظروف سياسية أو دينية معينة. وأمكن من خلال دراسة مضمون كتابات شواهد القبور الإسلامية التعرف على تقسيم الجيش المملوكي، وأسماء بعض طبقاته أو فرقه، وكذلك بعض أسماء أفراد من هذه الطبقات، والذين وردت أسماؤهم ضمن مضمون كتابات هذه الشواهد.

يقع الكتاب فى أكثر من ثلاثمائة وأربعين صفحة اشتمل الكتاب فيها على معجم للمصطلحات الخطية، وعشرات الصور الملونة والتفريغات الفنية المختلفة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة