علا عمر

مادة الأخلاق.. لماذا نتجاهلها؟

الأحد، 12 أكتوبر 2014 11:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما هى كلمة عابرة، ومن المؤكد أننا نتجاهلها، والحديث عنها يستحوذ على سخرية البعض بمرور الوقت وكثرة الأزمات والمواقف الحياتية التى نتعرض لها، والخبرات المكتسبة نتيجة تقاليد موروثة، أو ثقافات مكتسبة. ربطت مقالى هذا بكتاب للمؤلف (ڤاليرى كيرتس) مؤلف كتاب don't look" don't touch يتحدث فى كتابه عن أزمة الأخلاق، بالرغم من أن الموضوع مهم، وشائك ونواجه أزمة فى المجتمعات العربية ولا استثنى منها أحدا، تدهور وانحدار السلوكيات وتدنى مستوى الحوار، وانتشار مظاهر العنف، والقسوة والشذوذ فى تناول الجرائم، تناولى ما يطرحه الكاتب فى كتابه عن الأخلاق ليس فقط لمجرد كتابة المقال، وتناول عنوان كتاب بالنسبة للمجتمعات العربية غريب، ومبتذل، وموضوع ثانوى ولكن الهدف هو نشر الفكر الأخلاقى، التعريف بالفكر، وماهو، وكيفية التعامل به، واستخدامه.

علم الأخلاق دراسة، وكانت مادة الأخلاق تدرس فى المدارس فى الخمسينيات (أيام ما كان فيه أخلاق) اختفى الكتاب وحذفت المادة ونحن فى أمس الحاجة إليها.

يرى ڤاليرى كيرتس أن الفرد فى المجتمع الذى يشكل كيانا له حقوق (إنك إذا وجدت فى عالم بلا أخلاق فهو عالم لا يستحق أن تعيش تحت آفاقه) ويجب عليك إما أن تترك العالم، تنتحر!! أو تغير فيه!! من خلال تشبيه بمنزل أو بيت قذر أم أن تترك المنزل، أو تبذل ما فى وسعك لتنظيفه وترتيبه، وإعادة مستواه للآدمية، وإلا ستقضى عليك الميكروبات، الأخلاق متجذرة فى الحياة بشدة وبرغم حاجتنا الشديدة إليها، إننا فى نهاية المطاف لا نلحظها، ولا نبحث فيها.. هى سلاح أساسى فى حربنا ضد الأمراض، فعلى سبيل المثال أخلاقيات الحديث تتطلب إذا أصيبت بميكروب معدى أن تتجنب الحديث مع الآخرين عن قرب، وإلا أنت تتعمد نقل العدوى إليهم حتى لا تصيب الآخرين بالضرر، وإذا أردت أن تتفاعل مع الآخرين يجب أن لا تحمل أو تستخدم آلات حادة حفاظا على حياتك وحياتهم أثناء الحديث، أو الرفاهية، (طلبة المدارس فى مصر مثال إذا استحوذت على عقلك السخرية والضحك، من أمثلتى استوقف أى طالب مدرسة ٧ أو ٩ سنوات وقم بتفتيشه!!!!!!

أشار الكاتب فى أحد المفاهيم إلى أنه يجب أن نتحدث بهدوء ودون إشارات وتلويح، وإيماءات سلبية بتعبيرات الوجه لأنها تعكس رد فعل قد يؤدى إلى جريمة!! هنا لا نحتاج الذهاب فى جولة إلى الشارع (فقط شاهدوا قنوات التلفاز المصرية، وكم يكلف الإنتاج تكسير الأكواب ولعبة الكراسى الطائرة!).

تحدث عن نقطة هامة (هى أن تهتم) أن تهتم فى علم الأخلاق تساعد فى قدراتنا على الاستمرار باعتبارنا كائنات متعاونة، أن تهتم بنفسك، أن تهتم بمحيطك أن تهتم بعقلك، أن تهتم بالفريق، أن تهتم بالآخرين، أن تهتم بالأرواح، أن تكون كائنا مسئولا.. نقطة هامة يشير إليها الكاتب (ڤاليرى كيرتس) فى كتابه فى تعريف الأخلاق وطرق تلقينها لأطفالنا يتحدث كيرتس، إنها أبعد ماتكون عن مجموعة مفاهيم عتيقة تحدد أى شوكة تستخدم على مائدة الطعام، وفى أى اتجاه هنا يتوقف رأى كيرتس لدقائق، فأنا أصر على تطعيمها فى المناهج، وتلقينها للأجيال، ليست بطريقة فلسفية، ولكن أهميتها ودراستها وتدور حولها محور حياتنا جميعا فهى لا تقل أهمية عن اختراع النار، أو تعلم اللغات، ودراسة الطب، والعلوم.

اكتساب الأخلاق وتعلم مفاهيمها هى إحدى الخطوات التى تضع البشر على تعاون واسع النطاق، أخيرا يرى الكاتب أن التعاون عندما يكون فى وسط أخلاقى، فهو قفزة كبرى للأمام تسمح للبشر أن يكونوا كائنات ضمن مجتمع كبير، ومنذ ذلك الحين يستطيعون العمل معا للسيطرة على هذا الكوكب. وأخيرا أقول وأنا على يقين، ما من كاتب إلا سيفنى، وسيبقى الدهر على ما كتب، لا تكتب بيدك شئ لا يسرك أن تراه، أو تقرأه أو أن تؤمن به نصف إيمان، الأخلاق لا تتمثل فى على أى دين أنت، ولا لأى قبيلة تنتمى، أو فى أى لون تظهر، لا يوجد عرق سامى، وعرق أسمى، وعرق ترابى متدنى فقط اسأل نفسك. هل ترشد ضالا إلى طريق يهديه؟؟؟ هل تعفو عن من أساء إليك، هل لا تستطيع كراهية أحد أم تحمل فى قلبك ورأسك ودمائك كراهية تورثها؟؟ هل تصدر أحكاماعلى أشخاص قبل أن تتأكد منها؟؟ هل تعطى وعود وتخلفها أم تقطع وعدا وتصدق به؟؟ هل تصل من هجرته لأن لايوجد هناك مصلحة ما؟ هل تسيطر على نفسك وقت الغضب ولديك القدرة!! هل تبتسم فى وجه من يقابلك؟ وقتها ستحدد البوصلة فى أى اتجاه انت ومن أى نقطة تقترب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة