جمعة على عبد الحفيظ يكتب: بلا عنوان

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014 10:02 ص
جمعة على عبد الحفيظ يكتب: بلا عنوان صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بلا عنوان أكتب خطابى إلى حبيبتى، فى زمن تتهاوى فيه القيم والمشاعر من قلوب العاشقين لتحل محلها مفردات جديدة وعوالم مبهمــة من أدوات التواصل والاتصال من هاتف جوال، وفضاء إلكترونى شاسع يجوب السماوات ويخترق السحب، كم اشتقت إلى الورقة والقلم لأكتب كلمة أحبك، كم سئمت من هذه الآلات الإلكترونية الفارغة من كل عاطفة، فأين ورقتى وأين قلمى، أين دموعى التى كانت تنسال فوق ورقتى، فتحتضنها الورقة برفق ودفء وكأنها تشاركنى أحزانى وأفراحى، تشاركنى.

لهفتى إلى محبوبتى وتصيغ معى كلمات العشق والحب، بدلاً من جمود الكى بورد ولمسات الأندرويد، وفضول العابثين بعواطفى ومشاعرى، كانت خطاباتى لك وحدك.

تقرأينها وحدك، فى غرفتك، تضمينها إلى صدرك، تقبلين كلماتى، وتحلمين بلقاء يجمعنـــا، فى السادسة مســـــاء، فماذا تفعلين الآن، وكيف ستقرئين كلماتى، وعيون الكثيرين تحيطك وتتجسس علينا، من نعرف ومن لا نعرف، أقصى ماكنا نفعله، رنات على هاتفكم الأرضى، فتردين أو يكون سواك، فيكون الصمت ملاذى، وتنهرنى كلمات من بالبيت، أحبك كلمة لا تعرفها الهواتف ولا تشعر بدفئها مواقع التواصل، ولكنها فقط الورقة والقلم.

كانت تلتقى يدانا، وتتعانق أصابعنا، وتتحاور عينانا، هذا كان أقصى ما نصل إليه، بلا كاميرات ديجيتل، أو أسكاى بى وغيره، بلا وجوه جامدة وخيالات ظل.

وســـراب، أحبــك كلمة لا تعرف التعصب ولا الخطيئة ولا الخداع، كلمتنا نحن الصافية، الراقية، وليست كلمة اليوم، التى نسجوا حروفها، بآلية جامدة وضغوطات.

فوق أصنام الكى بورد الميتة، يتمون من ورائها صورة عارية، أو لقاء غير مباح، أو خدعة لبريئة، صدقت كلمات الكى بورد المعسولة، إنه حب ميت بلا روح.

أما حبنا أنا وأنت يا ملاكى، فكانت تنبض به الحروف وتتراقص على موسيقاه العذبه الكلمات، التى نسجت بدموعنا وصبغت بآهاتنا وآلامنــــــــا، أعرف أنك تشاركنى كل ذلك بل لديك الكثير لأنك كنت أكثر منى رقة وعاطفة، كنت أيقونة حب صاف، وكنت أعلم وأعى ذلك تماماً ولكنها الأقـــدار، وما أدراك بالأقــــدار، أخذتنا حيث لا ندرى وحيث لا نعلم ما هو القادم، وارتضينا أن نفترق وظلت الورقة وبقيت الكلمات، والحروف حية بين أجندتى، التى لم تضيعها.

السنوات ولكنها زادتها دفئاً وعبقاً من ذكريات لا يمكن أن تنسى، لم أتخيل أبدا أننى سأجدك يوما ما، وعندما وجدتك كنت مجرد صورة فوق شاشة صمــــاء فى مجتمع فضائى واسع، يراه الملايين، فكيف أكتب لك، كيف وأنا ما تعودت إلا أن اكتب لك بالورقة والقلم، فلا تطاوعنى أزرار الكى بورد فى صياغة كلماتى أو التعبير عن عواطفى التى لم تختلف كثيرا، عما كانت عليه منذ أعوام طويلة.















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة