شارع "الشواربى".. أعرق محلات الموضة الأناقة و"بيت الجينز" منذ 70 عاما

70 عامًا من استيراد الجينز وتصنيعه، هى الرحلة التى قضاها "القاضى" صاحب أقدم محلات شارع الشواربى فى تجارة "الجينز" الذى انضم إلى معروضات المعلم "حسن القاضى" منذ 70 عامًا، كان وقتها "البنطلون الجينز" بدعة لم تلق رواجًا من العائلات المحافظة التى اعتبرته "تقليعة شبابى"، وهو الوقت الذى غامر فيه الحج "حسن القاضى" بالتجارة فى الجينز المستورد للمرة الأولى فى شارع الشوربى الذى حظى قديمًا بـ"شنة ورنة" فى عالم الموضة.

لم يتقبله الكثيرون وقتها واعتبروه محاكاة للغرب وموضة تخرج عن السياق الشرقى، ومنع بالفعل من ارتدائه فى المدارس، ولكن النظرة المستقبلية للحج "حسن القاضى" جعلته يستمر فى استيراده وصنعه فى مصر حتى أصبح من أهم الملابس الخاصة بالرجال ومع الوقت أصبح هو "الزى الرسمي" للجميع.

هانى حسن القاضى، هو وريث المحل الأشهر فى بيع "الجينز" فى أقدم شوارع الموضة فى مصر، وهو المحل الأول الذى استضاف الجينز فى مصر للمرة الأولى منذ سبعين عامًا، ويتحدث لـ"اليوم السابع" عن حكاية "الجينز" فى شارع الشواربى قائلاً: الجينز صناعة إيطالية الأصل، ولكن سريعًا ما انتقلت للولايات المتحدة الأمريكية، وعرفت هناك بـ"الكاو بوى"، ثم بدأت فى التطور شيئًا فشيئًا، ثم بدأ انتشارها وتحولها إلى ماركات وأشكال وأنواع مختلفة، وصدرها التاجر "Levi Straus" لعمال المناجم فى كاليفورنيا، وبعد الحرب العالمية الثانية انتشرت حول العالم.

وتابع: كان جدى من التجار الرحالة المهتمين بالموضة، فضلاً عن أنه صاحب أول محل للملابس المستوردة بشارع الشواربى، لذلك قرر يدخل الجينز مصر، وفعلاً استورد كميات كبيرة، التى نالت إعجاب الشباب وقتها ولكن استفزت كبار السن واعتبروها خارجة عن السياق، وفعلاً منعت تمامًا من ارتدائها فى المدارس".

وأضاف: ولكن مع الوقت وانتشار الأفلام الأمريكية بدأت موضة "الخنافس" فى منتصف السبعينيات وانتشر الجينز أولاً بين الرجال ثم الفتيات، ووصولاً للتسعينيات أصبح الجينز جزءًا من حياة المصريين، وأكثر الملابس التى يقبلون عليها، وكان سعر القطعة فى عز الرخص لا يقل عن 130 جنيهًا، وحاليا تدهور الحال والصينى اقتحم البلد، وأغلى بنطلون جينز فى الشواربى لا يتعدى 80 جنيهًا.