الأسواق المالية تقترب من الهلع أمام تدهور الاقتصاد العالمى

الخميس، 16 أكتوبر 2014 11:10 م
الأسواق المالية تقترب من الهلع أمام تدهور الاقتصاد العالمى صورة أرشيفية
باريس (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واجهت أوروبا شبح خميس أسود مع تدهور كبير فى البورصات لليوم الثانى على التوالى، فى حين يبدو أن الهلع أصاب الأسواق المالية أمام تراجع الاقتصاد العالمى.

وعبثا حاولت الأسواق المالية التى سجلت تراجعا كبيرا، الأربعاء، استعادة قوتها مع بداية جلسة التداول قبل أن تجتاحها بسرعة فائقة المخاوف حول الظروف الاقتصادية.

ولاحظ المحلل لدى مؤسسة "آى جى" ألكسندر باراديز أن الأمر بمثابة نوع من الهلع على المدى القصير يترجم كل المخاوف التى تأججت منذ اسابيع حول النمو، وتراجعت المؤشرات الرئيسية بقوة ظهرا على الرغم من تقلص حدة الانهيار، وهكذا خسرت بورصة باريس 2,02% وفرانكفورت 1,42% ولندن 1,88% ومدريد 2,60% وميلانو 2,27%.

وكما يحصل فى العادة إبان الاضطرابات الحادة، تهافت المستثمرون على شراء القيم، الملجأ مثل الديون الألمانية والأمريكية.

وارتفعت معدلات فوائد الاقتراض فى دول جنوب أوروبا بشكل كبير فى المقابل، خصوصا فوائد اقتراض إسبانيا وإيطاليا والبرتغال واليونان، بينما يثير الوضع السياسى والمالى فى اليونان قلق الأسواق بشكل خاص.

ومن جهة أخرى وجه البنك المركزى الأوروبى رسالة مساعدة إلى اليونان عبر التزامه بضمان المزيد من السيولة للمصارف اليونانية، وكذلك فعلت المفوضية الأوروبية عندما أكدت لليونان تقديم كل دعم ممكن، وكان الأمر مماثلا بالنسبة إلى النفط الذى سجل تراجعا، فى حين ارتفعت أسعار الذهب الأسود.

ولفت أندريا توينى المحلل لدى مؤسسة "ساكسو بنك" قائلا "الأمر يشبه سقطة فى الهواء.. السوق يسودها التشاؤم مجددا وهناك حالة من التوتر"، وأوضح أن هناك فقدان ثقة حيال النمو".

وجاء التدهور الجديد فى غياب تطورات مهمة صباح الخميس خصوصا مع فشل عملية اقتراض إسبانية بصورة جزئية ومعدل تضخم فى منطقة اليورو ضعيف جدا من +0,3% فى سبتمبر.

وآفاق النمو العالمى هى التى تثير القلق ولا سيما ضعف الاقتصاد فى منطقة اليورو مع مزيد من ضعف النشاط وتهديد بالانكماش.

وأوضح رينيه دوفوسيه، المحلل الاستراتيجى لدى مؤسسة ناتيكسيس "كنا نغذى مؤخرا فكرة أننا سنشهد مجددا فترة تحسن ضعيف فى أوروبا وأكثر صلابة فى الولايات المتحدة وربما فى بريطانيا، المشكلة هى أننا ننشر منذ بضعة أسابيع أرقاما فى الولايات المتحدة وأوروبا تشير بالفعل إلى أن تحسن النشاط ما زال بعيدا".

واعتبرت شركة الوساطة "أوريل بى جى سى" من جهتها أنه من الصعب عزل هذه الحركة عن عامل المخاوف والسياسات النقدية والنمو والانكماش وفيروس إيبولا".

وبدورها سجلت بورصة وول ستريت تراجعا مع افتتاحها، بعد الهزة التى منيت بها الأربعاء عندما خسر مؤشر داو جونز 2,8%.، ويذكر حجم تراجع السوق بـ"التصرف التقليدى للمستثمرين أثناء مراحل الاضطراب الأخيرة بعد إفلاس بنك ليمان براذرز أو أزمة الصناديق السيادية"، بحسب ما كتبت شركة الوساطة "أوريل بى جى سى" صباح الخميس.

والمشكلة بالنسبة إلى المستثمرين أنهم فى مثل هذه الفترات الحالكة، لا يجدون أسبابا تدعو للأمل، ومع ذلك فإن المصارف المركزية تتحرك حتى ولو أن خطابها أقل تطمينا، بينما يضع الاحتياطى الفدرالى الأمريكى (البنك المركزى) حدا لبرنامج شراء الأصول فى أكتوبر.

والتصريحات التى أدلى بها موظفون فى المصارف المركزية قد تشكل عامل استقرار، لكن السوق تشكك بفعالية السياسات النقدية لإطلاق النمو، وهى تصريحات قد تترك المستثمرين فى حالة تجهم، بحسب "أوريل بى جى سى"، وبحسب شركة الوساطة هذه وحدها مؤشرات اقتصادية أقل سوءا قد تعزز الأسواق.

إلا أن باراديز قلل من شأن الحركة السائدة واعتبرها هادفة ولا تعيد النظر فى توقعات أسواق الاقتصاد الأوروبى والتحسن الجارى على المدى المتوسط، ويتطرق خصوصا إلى الجهود التى يبذلها البنك المركزى الأوروبى، وكذلك الاستثمارات الممكنة الآتية من ألمانيا، وقال باراديز إن تراجع الأسواق ظاهرة قصيرة الأمد على الأرجح لا تماثل أزمة الرهن العقارى أو ديون منطقة اليورو.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة