نعمات البحيرى.. أديبة عاشت حياتها مهمشة ومستبعدة

الجمعة، 17 أكتوبر 2014 05:49 م
نعمات البحيرى.. أديبة عاشت حياتها مهمشة ومستبعدة الروائية المصرية نعمات البحيرى
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الروائية المصرية نعمات البحيرى، التى غيبها الموت قبل ست سنوات، كانت تصرّ دائمًا على أن تعيش يومها ككاتبة، على الرغم مما كان يمثّله ذلك من عبء إضافى يفاقم معاناتها المريرة طوال السنوات الأربع الأخيرة من عمرها مع مرض سرطان الثدى.

عاشت نعمات البحيرى حياتها مهمشة ومستبعدة إلى حد كبير، وعانت كثيرًا فى مصر، وعندما تزوجت من الشاعر العراقى سليم عبد القادر، وسافرت معاه للعيش فى العراق، هربًا من الواقع المرير فى مصر، إلا أنها هربت لتواجه واقع أكثر مرارة فى العراق.

وفى العراق عاشت نعمات البحيرى مع زوج يواجه بشاعة الأحداث فى بلده باللامبالاة، زوج مسلوب الإرادة والحرية، عانت معه كثيرًا، حتى تمكنت أخيرًا وبصعوبة من الخروج من العراق والعودة ثانية لمصر.

عندما عادت لمصر، عاشت فى شقة بالحى السابع، ثم انتقلت لشقة خلف النادى الأهلى، ثم انتقلت إلى مدينة 6 أكتوبر، فهى كانت تميل دائمًا للعيش فى الأماكن البعيدة، حيت العزلة والوحدة التى ألفتها، لم تكن حياتها بمصر سعيدة، فهى دائمًا كانت مضطرة لمواجهة عفن المجتمع، وذكوريته، بداية من نظرة رؤسائها فى العمل الذين كانوا يعتبرونها امرأة سافرة، لما تتمتع به من حرية، إلى أزمات المواصلات العامة، وما تتعرض له يوميًا من مشاكل.

وفضلت نعمات البحيرى أن تضع كل ما امتلكته من مال إن صح التعبير، فى سيارة ملاكى، حتى تتفادى أزمة المواصلات، وأطلقت على سيارتها اسم "خوخة"، وكتبت عليها "خوخة اللى جت بعد دوخة"، وكانت فرحتها بالسيارة الجديدة لا توصف.

أصيبت نعمات البحيرى، بمرض سرطان الثدى، وجسدت معاناتها مع المرض فى سيرتها الذاتية "يوميات إمرأة مشعة"، فكتبت عن تجربتها، وعن تجارب مشابهة التقتها فى المستشفيات، فكانت هذه الرواية عبارة عن ملحمة من المقاومة، ودفعها مرضها لأن تحب الحياة أكثر، وتستمتع بكل ما فيها، لإحساسها بأن عمرها أصبح قصيرًا، فهى عاشت معاناة شديدة، لكنها كانت قادرة على خلق أشكال من البهجة والفرحة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة