محمود درويش.. "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" نبوءة الانتفاضة الفلسطينية

الأحد، 19 أكتوبر 2014 05:22 م
محمود درويش.. "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" نبوءة الانتفاضة الفلسطينية محمود درويش
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على هذه الأرض ما يستحق الحياة..

يظل محمود درويش (1941- 2008) الأيقونة الأقوى والأكثر تأثيرا فى المقولات الشعرية، فمحمود درويش وقضيته التى هى قضية فلسطين والتى هى قضية العالم العربى شرقه وغربه، والتى تمثل جزءا من الوجع العربى الكبير والعميق للإنسان المعاصر، وقصائده التى رددها خلفه الشعب العربى فى محاولة للصمود أمام الاحتلال بأشكاله المختلفة الداخلية والخارجية، حيث مثل درويش حالة ثرية تأثر بها كثير من المبدعين والمثقفين ومتذوقى الشعر عامة والمؤمنين بالقضية، ومن المقولات الشعرية التى تتردد

بكثرة فى قوله:
على هذه الأرض ما يستحق الحياة
عَلَى هَذِهِ الأرضِ سَيَّدَةُ الأُرْضِ
أُمُّ البِدَايَاتِ أُمَّ النِّهَايَاتِ
كَانَتْ تُسَمَّى فِلِسْطِين
صَارَتْ تُسَمَّى فلسْطِين
سَيِّدَتى: استحِقُّ، لأنَّكِ سيِّدَتِى، استحِقُّ الحَيَاةْ


والجملة الشعرية جزء من قصيدة تحمل الاسم نفسه من ديوان "ورد أقل" الصادر عام 1986، ومنذ أن قالها محمود درويش وتحولت هذه الجملة إلى أيقونة يستعين بها جيل كامل من الشبان العرب المحبطين رغبة فى التعلق بالأمل، جاءت القصيدة دعوة للمقاومة والخروج من حالة اليأس التى كانت مسيطرة، خاصة بالكتابة عن "فلسطين" بها شجن وحزن لكنهما يأملان فى التواجد ويبتعدان عن الانكسار الدائم الذى كانت تلبسه القصيدة.

وقد مثَّل محمود درويش (ضمير الأمة) المغلوبة على أمرها، والذى تستمد منه حزنها وفرحها، وربما كانت القصيدة، بما تحمله من إيجابية، مقدمة للانتفاضة الفلسطينية التى بدأت 8 ديسمبر 1987، حين أعلن كل أطفال المدن الفلسطينية الغضب، وأخذوا يرددون:

على هذه الأرض ما يستحق الحياة..
وقد فهم الأطفال قبل الكبار مقصود "درويش" بالحياة، فهو يقصد الحياة الكريمة التى تليق بوطن وتليق بشعب، الحياة التى تعنى فى قمة ازدهارها "الموت" فى سبيل هذه الأرض، فى القصيدة أيضا يحفل محمود درويش بالتفاصيل البسيطة والصغيرة التى تتشكل منها الحياة والتى حرمه منها الاحتلال، لأن هذه الأشياء تحتاج كى نستمتع بها لحالة من الطمأنينة والحرية.

إنه التحدى.. هذا ما أعلنه محمود درويش برغبته فى الحب والحياة وتحطيم الأطر التى تمنعه من ذلك، يشجع صاحب الحق ويهدد الآخر (المحتل) بقوله ومما يستحق الحياة:

ساعَةُ الشَّمْسِ فِى السَّجْنِ
غَيْمٌ يُقَلِّدُ سِرْباً مِنَ الكَائِنَاتِ
هُتَافَاتُ شَعْبٍ لِمَنْ يَصْعَدُونَ إلى حَتْفِهِمْ بَاسِمينَ
وَخَوْفُ الطُّغَاةِ مِنَ الأُغْنِيَاتْ



...









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة