أيمن مجدى أيوب يكتب: السينما المصرية ظالمة أم مظلومة؟

الخميس، 09 أكتوبر 2014 10:02 م
أيمن مجدى أيوب يكتب: السينما المصرية ظالمة أم مظلومة؟ سينما أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما نتحدث عن الفن السابع "السينما" فهى الشاشة الفضية التى تؤثر وتتأثر بما يحدث فى المجتمع فى كافة النواحى السياسية والاجتماعية، وهى التى ترصد الواقع الذى نعيشه بسلبياته وإيجابياته، هى مرآة مصر للعالم، ودليل تقدم شعب أو تخلفه.

إنها حقا واجهة المجتمع وبالتالى عندما نتحدث عن السينما المصرية فإننا نعم نتحدث عن تاريخ مصر الذى رصدته السينما عبر تاريخها منذ إنتاج أول فيلم تسجيلى صامت عن زيارة الخديوى عباس حلمى الثانى إلى معهد المرسى أبو العباس فى الإسكندرية عام 1907 ثم أعقبه فيلمان للمخرج محمد كريم "الأزهار الميتة" وشرف البدوى عام 1918، وفى عام 1935 انطلق استديو مصر وبدأت عجلة إنتاج الأفلام المصرية من خلال راويات للكتاب عظام مثل نجيب محفوظ والثلاثية الشهيرة التى عكست حال المجتمع والأسرة المصرية فى تلك الفترة.

وفى الستينيات بدأت الأفلام تتناول مواضيع الفقر وإعلاء قيمة العمل والإشادة بالمجتمع الاشتراكى مثل فيلم "اللص والكلاب"، وأفلام أدانت الانتهازية والفساد مثل "ميرامار"، وأفلام تناولت مشاركة الشعب فى الحياة السياسية والديموقراطية مثل "جفت الأمطار"، وفى السبعينيات ظهرت أفلام حرب انتصار أكتوبر كـ"الرصاصة لاتزال فى جيبى" و"العمر لحظة".

وفى بداية التسعينيات بدأت السينما فى الانهيار التدريجى وكثرت أفلام المقاولات- أفلام رخيصة فى الإنتاج وهزيلة فى العرض وهزيلة فى القصة وبذيئة فى الصورة والمشاهد الساخنة التى تحاكى ضعاف النفوس من أجل البيع وشباك التذاكر - وبالتالى قل المعروض وقلت الأفلام وأصبح حالها لايرثى لها.

ومع بداية الألفية الجديدة والموجة الكوميدية وجيل الشباب انتعش السوق وبدأ النقاد والكتاب والمنتجون فى دعم هذه الصناعة وبدات بوادر انفراجة جديدة وبدأت بالفعل ظهور جيل جديد من الكتاب وأفلام جيدة فى الظهور واحترمت عقلية المشاهد واحترام الأسرة المصرية والعربية، وأصبحت تعكس واقعا بالفعل نعيشه مثل "إسماعيلية رايح جاى" و"صعيدى فى الجامعة الأمريكية" و"مافيا" و"الناظر" و"أيام السادات" و"حليم" و"حسن ومرقص" وأفلام أحمد حلمى وكريم والسقا، وقولنا الحمد لله على عودة السينما إلى سابق عهدها
ولكن الآن بعد ثورة يناير بدأت موجة جديدة للسينما وهى أفلام تحاكى الغرائز الجنسية ومشاهد العنف والبلطجة وكأن المجتمع تحول إلى رقاصة وبلطجى بشكل مبالغ فية وزائد عن الحد والمبرارات تظهر بحجة أن هذا هو الواقع وطول عمر السينما فيها هذه المشاهد وما الجديد فى ذلك وهذا يعتبر تخلف واحنا بنرجع إلى الوراء ومبرارات غريبة وسخيفة لايقبلها ولكن الواقع عندما يعرض لابد أن يكون هناك حرية فى العرض ولكن الحرية المسئولة التى تراعى المشاهد وتراعى عقله وثقافته وتراعى الطفل والشباب وكيفية تأثير هذه الأفلام مثل عبده موته والألمانى والقشاش وحلاوة روح وماتحدثه هذه الأفلام فى انتشار ظواهر الاغتصاب والتحرش فالشباب يعانى من ضغوط نفسية ومشاكل كثيرة البطالة على رأسها وتأخر سن الزواج وغيرها ثم نأتى عليه باستعراض ذلك فى مشاهد لن تفيد العمل المقدم فى شىء علينا أن نراعى ذلك فيما نقدمه على كتابنا أن يراعوا ذلك وأنهم مسئولون أمام الله عن مايقدموه فنحن أمة إسلامية عربية لها عاداتها وتقاليدها ولنا هويتنا العربية وثقافتنا وسوف نسأل عن ذلك أمام الله ولن أتحدث عن ضرورة تفعيل دور الرقابة ولكن يبقى الضمير الإنسانى هو الأساس وبالتالى يجب على الدولة والحكومة إتاحة الفرصة لدعم المواهب الشابة من منتجين ومخرجين وكتاب وفنانين لعمل أفلام جيدة تحاكى هذة الفترة التاريخية بعد ثورة يناير من تاريخ مصر ولم نجد سوى فيلم أو اثنين مع محاولة إيقاف سرقة الأفلام عبر فضائيات بير السلم التى أساءت لهذه الصناعة والنت من أجل زيادة المبيعات لأن السينما أحد روافد الدخل القومى إذا أحسن استغلالها كناحية دعاية لمصر فمنها تعود السياحة فلنا فى دولة المغرب مثال لمعنى السياحة السينمائية والتى تعنى تصوير أفلام أجنبية داخل المغرب دعاية بالمجان فبالكم ومصر لديها أكبر استديو مفتوح من مناظر طبيعية وآثار وسواحل ولكن تبقى عقدة التسويق والإدارة والروتين تقف عائقا امام الكثير من الصناعات الهامة والسؤال الى متى نظل هكذا سؤال حائر يبحث عن إجابة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة