أشرف مصطفى الزهوى يكتب: إجازة الجمعة التى نريدها

يوم الجمعة، يعنى للمصريين الراحة والاسترخاء، ويعنى لمصر يومًا مهمًا يمكن أن نستغله استثناء حتى نبنى بلدنا مصر؛ لقد دعوت أغلب الحرفيين الذين أتعامل معهم فى صيانة وإصلاح سيارتى لاستغلال يوم الجمعة فى محو الأمية، وتعلم القراءة والكتابة، مع ضغط المنهج، حيث ستكون حصص التعليم مرتين صباحًا ومساء، وأبدى الجميع استعدادهم بحماس شديد، ولكن أحزننى أن ينبرى أحد الخبثاء ليعلن اقتراحه بدفع المعلوم للحصول على شهادة ( نحو الأمية ) هكذا قالها، دون عناء الحصص والتعلم .

ودعوت أهل الحى الذى أقطنه لنستغل يوم الجمعة فى كنس الحى والاعتناء بنظافته ونظامه، ووافقت الأغلبية واندفع أحد الجيران ليعترض قائلا ( لن أشارك فأنا أسدد رسوم نظافة شهريا، وحتى عمليات الترميم والإصلاح التى تتم فى الشوارع الحيوية والأكثر إزدحامًا يمكن أن تتم بسهولة يوم الجمعة.

مراجعة الصيانة فى المؤسسات الحكومية يجب أن تتم يوم الجمعة، وفى تقليد محمود تقوم بعض الأسر بالتجمع الأسرى يوم الجمعة، وتحرص على التزاور والتراحم.

الراحة التى ننشدها يوم الإجازة لن تتأثر بالأفعال الإيجابية التى يمكن أن نشارك بها فى بناء الوطن، ماذا لو خصصنا جزءًا من يوم الجمعة لمحو أمية بعض أصحاب الحرف، مقابل تعليمنا المبادئ الأساسية فى مهنهم، إنها ثقافة مهمة.

تصور لو أن بمقدورك معرفة أسباب تعطل سيارتك والتدخل لإصلاحها ولو مؤقتا، وماذا عن السباكة والنجارة، وغيرها، إنها حرف لا نفهم أولياتها ومبادئها البسيطة، إنها دعوة لتبادل المنفعة والمساهمة فى بناء الوطن، لقد هالنى حقًا ماحدث عندما أبلغت عن سوء حال دورات المياه فى مجمع إحدى المحاكم وتحرك الجميع لتبادل الاتهامات والنتيجة غلق الحمامات لسوء الاستعمال.