مؤرخون: عمر بن الخطاب ليس له علاقة بحريق مكتبة الإسكندرية

الجمعة، 07 نوفمبر 2014 11:03 م
مؤرخون: عمر بن الخطاب ليس له علاقة بحريق مكتبة الإسكندرية مكتبة الإسكندرية
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحاطت بعمر بن الخطاب، شائعة تفيد بأنه أمر عمرو بن العاص بحرق مكتبة الإسكندرية، بعدما دخل مصر، حين كتب له قائلاً، "أما الكتب التى ذكرتها فان كان فيها ما يوافق كتاب الله ففى كتاب الله عنه غنى، وإن كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة بنا إليها"؛ ومن هنا أمر عمرو بن العاص بتوزيع الكتب على حمامات الإسكندرية لاستخدامها فى إيقاد النيران التى تُبقى على دفء الحمامات.
إلا أن هناك العديد من المؤرخين العرب، وكذلك المؤرخين الأجانب أمثال "بلوتارخ، أولوس جليوس، وغيرهم، نفوا هذه الواقعة، وأكدوا أنها ليس لها أساس من الصحة، وأنها ذُكرت فى كتاب الرحالة عبد اللطيف البغدادى، فى رحلته التى زار فيها مصر، وأنه كتبها بناءً على ما سمعه من الناس آنذاك دون التأكد من صحته.
وفى ذلك تقول الدكتورة زبيدة عطا الله، أستاذ تاريخ العصور الوسطى بجامعة عين شمس، إن مكتبة الإسكندرية حُرقت أكثر من مرة، كان آخرها عام 491م، فى عقد الإمبراطور ثيودسيوس الأول، فى حين أن المسلمين دخلوا مصر 641م، أى بعد حرق المكتبة بما يقرب من مائتين عام.
وأضافت " زبيدة"، أن ذلك ينفى تمامًا فكرة حرق عمرو بن العاص للمكتبة بأمر من عمر بن الخطاب، مشيرة إلى أن هذه الواقعة ذكرت فقط فى كتاب الرحالة عبد اللطيف البغدادى، ولكن ليس لها أساس من الصحة، حيث لم يذكرها غيره من المؤرخين، وهى شائعة غرضها النيل من صورة الإسلام.

وقال الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر، ورئيس الجمعية التاريخية المصرية، إن المكتبة حرقت فى عهد يوليوس قيصر، أثناء محاصرته للإسكندرية، فى آخر عصر البطالمة، عندما قام بحرق السفن المصرية الموجودة على شاطئ البحر، فوصلت النيران إلى المكتبة وأحرقتها.
وأكد "فؤاد"، أن هذا الحريق حدث فى عام 48 قبل الميلاد، أى قبل مجىء المسلمين بقرون عديدة، ولا دخل لعمر بن الخطاب، أو عمرو بن العاص بها، لأنهم جاءوا لمصر فى وقت لم تكن المكتبة موجودة فيه من الأساس.
وأكد الدكتور محمد حمزة، أستاذ الآثار الإسلامية، وعميد كلية الآثار بجامعة القاهرة، أن هذه أسطورة ليس لها أساس من الصحة، وأنها رواية مغلوطة ورددها البعض بهد النيل من صورة الإسلام وتشويهه.
وأضاف "حمزة"، أنه كان بالإسكندرية مكتبتان، المكتبة الكبرى، والمكتبة الصغرى، والاثنان حرقا قبل قدوم المسلمين بمئات السنين، موضحًا أن المكتبة حرقت بفعل الصراعات القائمة حينذاك بين قيصر روما وأعداؤه.

وأشار "حمزة"، إلى أن الكثير من المستشرقين الأجانب، أكدوا أنه لا علاقة للعرب بحريق مكتبة الإسكندرية، وبالتالى لا علاقة لعمرو بالمكتبة، وبديهيًا فكيف يكون له علاقة بالحريق وهو من أراد أن يتخذ الإسكندرية عاصمة لمصر، حيث أعجبته المدينة، وأبهرته.

وأوضح "حمزة"، أنه حتى بعد الحريق التى تعرضت لها المكتبة، فإن هناك الكثير من الكتب لم تحرق، وتسربت بشكل أو آخر، حتى وصلت للعصر الإسلامى فى العصر العباسى، وتمت ترجمتها ضمن حركة الترجمة فى ذلك العصر.
وأكد "حمزة"، على أن هذا الموضوع تم حسمه منذ مائة سنة، وأن إثارة الموضوع ثانية، بسبب الصراعات الدائرة فى العالم، واتهام الإسلام بالإرهاب، حيث إن بعض المتطرفين مما يدعون الانتساب للإسلام، يعتقدون بإثبات هذه الحادثة أن الإسلام ضد العلم والثقافة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة