صحيفة اللواء اللبنانية: مصر تقود حركة لتوحيد الصف العربى

الإثنين، 29 ديسمبر 2014 02:28 م
صحيفة اللواء اللبنانية: مصر تقود حركة لتوحيد الصف العربى الرئيس السيسى
بيروت (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكدت صحيفة "اللواء" اللبنانية أن الحركة السياسية والدبلوماسية الناشطة التى تقودها مصر فى أكثر من اتجاه، جاءت لتعبّر عن أول محاولة جدّية لإعادة لملمة الصف العربى، واستعادة عناصر القوة والهيبة فيه، عبر العودة إلى اعتماد سياسة التضامن العربى، وتجديد استراتيجية البيت العربى، بمواجهة التحديات المحدقة بالأمة من كل حدب وصوب، مشيرة إلى أن هذه الحركة تأتى فى ذروة حالة العنف والتفتت التى يُعانى منها النظام السياسى العربى.

وقال الكاتب الصحفى صلاح سلام، رئيس تحرير جريدة اللواء، فى مقاله اليوم، إن أكثر التكهنات تفاؤلاً، لم تكن تتوقع عودة مصر إلى دورها الطليعى قبل خمس سنوات، نظراً لواقع التركة الثقيلة التى ورثها الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، عن فترة الاضطرابات وانهيار الاقتصاد، التى سبقت تسلمه مقاليد السلطة.

ولكن استراتيجية التحرّك السريع، التى وضعتها دوائر القرار فى القاهرة، بتشجيع شخصى من الرئيس السيسى، استطاعت أن تحقق سلسلة خطوات مهمة، أعادت مصر إلى موقعها الاستراتيجى فى خريطة المنطقة، مكرّسة المحورين التقليديين للسياسة الخارجية المصرية: المحور العربى وركيزته الأساسية المملكة العربية السعودية، والمحور الإفريقى ومنطلقاته المصرية المعهودة السودان، وبشطريه اليوم: الشمالى والجنوبى.

ورأى سلام أن التحرّك المصرى باتجاه المحور العربى، بدأ بعد أشهر قليلة من وصول السيسى إلى الرئاسة المصرية، وكانت خطواته الأولى باتجاه الشقيقة الكبرى السعودية، لطى صفحة الخلافات التى خاضتها حكومة الإخوان مع الرياض، وتسببت بكثير من الإرباكات، لم تهدّد المصالح المصرية فحسب، بل أسهمت، وإلى حدّ بعيد، فى إضعاف الموقف العربى أمام الهجمات الشرسة التى تشنها كل من إيران وتركيا، لتمديد نفوذهما إلى الجسم العربى المريض، واستغلال الاضطرابات والانقسامات الخبيثة التى أشعلت أكثر من دولة عربية.

وأشار إلى أن تنقية الأجواء المصرية- الخليجية، والتى تمت بسرعة قياسية، شجعت القاهرة على المضى قدماً فى الاستراتيجية الجديدة، فتنبهت القيادة المصرية الجديدة إلى خطورة استمرار النزيف السورى بهذا الشكل المخيف، وكان أن طرحت مصر اقتراحاً بالعمل على تسوية سياسية تحقق آمال الشعب السورى فى إعادة الأمن والسلام والاستقرار إلى الربوع السورية، فى وقت كانت مهمة المبعوث الدولى- العربى وصلت إلى حائط مسدود، وأعلن الدبلوماسى المخضرم الأخضر الإبراهيمى استقالته من المهمة السورية.

ولفت إلى أن الديبلوماسية المصرية عملت شهوراً طويلة، وبتكتم شديد، لنزع الألغام من أمام عربة الحل السياسى فى سوريا، إلى أن حققت هذا الإجماع العربى- الغربى المؤيد لعقد مؤتمر دولى يجمع الأطراف السياسية، من النظام إلى الفصائل السورية المعارضة، للبحث فى الخطوط العريضة لتسوية سياسية تُنهى الحرب المدمّرة فى سوريا، وتوحّد كل الجهود فى المعركة المحتدمة ضد الإرهاب.

واعتبر أن السودان، كانت المحطة الثانية على درب النجاح السريع للدبلوماسية المصرية الجديدة. وقال إن الرهان المصرى فى استعادة السودان إلى الصف العربى، كانت دونه تحدّيات عديدة، خاصة أن القاهرة بدأت معركتها الدبلوماسية لوقف مخططات تحوير استخدام مياه نهر النيل، والبحث مع إثيوبيا بشأن مشروع سد «النهضة»، الذى يُشكّل تهديداً لأمن مصر المائى والغذائى.

ورغم كل المعوقات التى اعترضتها، استطاعت الجهود المصرية تفكيك عقدة الموقف السودانى المبتعد عن الموقع العربى، وأسهمت فى إخماد نار الخلافات المتأججة بين الشمال والجنوب.

وقال إن الخرطوم بدأت رحلة العودة إلى الصف العربى، فيما تدرس حكومة سلفاكير فى الجنوب تقديم طلب الانضمام إلى جامعة الدول العربية.

وأشار إلى أن لبنان ليس غائباً عن خريطة الاهتمامات المصرية، معتبرا أن المساعى المصرية فى ملف أزمة الإفتاء، وما انتهت إليه من توحيد الصف الإسلامى فى انتخاب مفتى الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ترسم صورة واضحة عن مدى حرص الشقيقة الكبرى على أوضاع واستقرار الشقيق الأصغر، خاصة أن أزمة الاستحقاق الرئاسى مفتوحة على مصراعيها.

وقال إن المصالحة المصرية مع قطر، والتى تمت بمبادرة شخصية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، جاءت لتُكمل عقد الموقف الخليجى الداعم لمصر ودورها القومى المميز، فضلاً عمّا تعنيه عودة النظام العربى إلى التماسك، واستعادة القدرة على التصدّى، فى حسابات المواجهات المفتوحة أمام التمدّد الإيرانى من جهة، والطموحات التركية من جهة أخرى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة