أحمد محمود سلام يكتب: فى ذكرى حكيم أفريقيا

الإثنين، 08 ديسمبر 2014 04:02 م
أحمد محمود سلام يكتب: فى ذكرى حكيم أفريقيا نيلسون مانديلا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحل فى مثل هذه الأيام وتحديدا فى 5 ديسمبر سنة 2013 عن عمر يناهز الخامسة والتسعين بعد حياة حافلة وتاريخ مشرف، أتحدث عن الزعيم نيلسون مانديلا آخر "ثوار" أفريقيا، وقد كافح لأجل استقلال جنوب أفريقيا ليقضى فى السجن 27 عاما كان خلالها الأقوى رغم أنه بمعزل عن الحرية وقد كابد وطنه كثيرا جراء التفرقة العنصرية والتمييز بين البيض والسود، وقد حكم البيض جنوب أفريقيا وأذاقوا سكانها الأصليين كل صنوف العذاب وفى سبيل تحرير بلاده كانت تجربة مانديلا " الثائر" العظيم الذى جعل قضية بلاده موضع اهتمام العالم أجمع وسط ثورة شعبه لأجل الحرية التى تحققت، ليُجبر النظام العنصرى على الإفراج عن الثائر مانديلا ويتفاوض معه لأجل تحقيق مطالب شعبه العادلة وينتهى الأمر إلى وضع نهاية لنظام التفرقة العنصرية، بل ويصبح نيلسون مانديلا نفسه أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا لينتصر الثائر فى النهاية فى وجه نظام مستبد حكم بلاده بالحديد والنار.

فعلها مانديلا وحرر بلاده وضرب مثلا فى الزهد يوم أن اكتفى بفترة رئاسية واحدة من عام 1994 وحتى عام 1999 ويتقاعد تاركا منصبه لنائبه تامبو مبيكى فى مشهد تاريخى لم تألفه أفريقيا معقل الديكتاتورية والإنقلابات العسكرية، ويكمل مانديلا رسالته وقد أصبح حكيما لأفريقيا بأسرها بل لكل دول العالم المتعطشة للحرية ليتحصل على جائزة نوبل للسلام، ولا أنسى أبدا المشهد المؤثر يوم أن ذهب إلى سويسرا ليعضد ملف بلاده لنيل شرف تنظيم كأس العالم، وقد حدث ليقف فى شموخ رافعا علم بلاده التى ظل وفيا لها حتى النهاية، وقد قدره العالم بأسره ويكفى القول بأن كل زعماء العالم قد داوموا على زيارته اعترافا بقدره وقيمته ودوره التاريخى، وتأتى النهاية مانديلا يحتضر فى مشهد مؤثر أبكى العالم بأسره إلى أن لقى ربه فى 5 ديسمبر سنة 2013. فى ذكراه "مثله" لا يمكن نسيانه لأنه سيظل فى ذاكرة البشرية جيلا فجيلا على طول الدوام.. ويبقى فى النهاية خاطر لا يفارقنى ويثير أحزانى حزنا على حال بلادى التى يتكالب فيها الطامحون لأجل الارتقاء بأنفسهم فى مشاهد مخزية منذ قيام ثورة 25 يناير 2011، وقد فجعت مصر فى شخوص كثيرة يومها بحثت عن "مانديلا" المصرى فلم أجد إلا السراب لتظل مصر فى كمد إلى أن ثارت مرة أخرى لأجل إنقاذ ثورتها الأولى التى كُتب لها الظفر بيد القدر لتتعثر جراء تكالب شرار البشر..إلى أن تدخل القدر مرة أخرى فى 30 يونيو 2013 لينقذ مصر من "أطماع" شوارد البشر.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة