د. عبد الله المغازى

حسابات خاطئة

الخميس، 13 فبراير 2014 11:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الخطأ الجسيم أن يظن بعض السياسين والمحللين للمشهد السياسى فى مصر معرفة مسبقاً توجه الكتلة التصوتية للشعب المصرى، لأنها باختصار ستظل متغيرة ولفترة ليست بالقصيرة نتيجة تغير الظروف المستمرة ولعدم وضوح البرنامج الانتخابى لكل مرشح رئاسى وأسباب كثيرة أخرى تستحق دراسة تحليلية هامة خصوصا بعد ثورة 25 يناير.

ومن الواضح أن الانتخابات الرئاسية ستبدأ قبل موعدها بكثير ودون انتظار لفتح الباب رسمياً من قبل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية وقبل إصدار قانون الانتخابات الرئاسية من قبل الرئيس الؤقت للبلاد المستشار عدلى منصور.

وبالتالى علينا الاستعداد لسخونة الأحداث خلال الأيام القليلة القادمة وخصوصا مع فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، وما بين مرشحين محتملين يرون فى أنفسهم معبرين عن الثورة وآخرين خرجوا علينا يبررون لنا هروبهم من سباق الرئاسة، لأنهم يعلمون أنهم سيسقطون سقوطاً مدويا لو فكروا الدخول فى مضمار الرئاسة لأنهم محسوبون على الجماعة الارهابية مهما حاولوا جاهدين خلع هذه العباءة عن أنفسهم، وبين مرشحين آخرين سيظهرون فى الوقت المناسب عند فتح باب الترشح رسمياً، هنا يدور التساؤل الهام هل فعلا كما تدعى ما تسمى بالنخبة بأن من سيفوز فى الانتخابات الرئاسية هو من سيرفع شعارات الثورة ومبادئها وأهدافها؟ أم سيفوز من يعرف ماذا يريد ويحتاج الشعب المصرى ويشعر بهمومه ومشاكله وعنده علاج لهذه المشاكل؟

فالمريض لا يحتاج لمن يجلس بجواره طيلة الوقت ليحدثه عن مرضه ويعطيه من معسول الكلام الكثير، خصوصا إذا كان مرضه يحتاج لتدخل جراحى عاجل بل يحتاج لجراح ماهر يبدأ على الفور باستئصال أورامه ودون أن يفتح فمه بكلمة واحده لأنه يعرف عمله جيدا لأن الكلمات مهما كانت قوية وطيبة لن تشفى أمراضه بل العمل وحده من سيعالج كل هذه الأمراض.

فالمواطن يحتاج لمن يعرف مشاكله ويضع حلولا عملية لا لمن يرفع شعارات لإن الشعارات لن تسد جوعه ولن تشفى مرضه ولن تكسى جسده، فالنخبة السياسية والإعلامية والثقافية لها حساباتها الخاصة والمواطن المصرى له حساباته الخاصة والمختلفة عند اختيار من سيمثله لعلاج كافة مشاكله وللحديث بقية أن كان فى العمر بقية بإذن الله .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة