فى ذكرى عيد العمال.. ننشر لوحات الفنان حامد عويس رائد الواقعية الاشتراكية

الخميس، 01 مايو 2014 03:26 م
فى ذكرى عيد العمال..  ننشر لوحات الفنان حامد عويس رائد الواقعية الاشتراكية جانب من إبداعات الفنان حامد عويس
كتبت إيمان عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم ذكرى عيد العمال، وهى مناسبة رصدها الإبداع فى عدة أشكال مختلفة من بينها كان الفن التشكيلى، والذى لابد أن نتذكر فى مثل هذا اليوم رائد أعمال الواقعية الاشتراكية فى التصوير الزيتى الفنان الكبير حامد عويس والذى جسد بلوحاته نضال العمال.

تعبر أعمال حامد عويس، دائماً عن الجانب الإيجابى والخيٍّر والمضىء فى هذا الصراع من أجل البقاء والحق فى الحياة والعدالة الاجتماعية، فتغنت بالقيم الإنسانية السامية. كان انحياز "عويس" للإنسان المشيد للحياة من أجل غد أفضل للبشرية كملحمة تزرع فى الحياة تفاؤلاً بغد حتماً سيكون أفضل من الأمس واليوم.

حامد عويس بحسب ما قال عنه الدكتور مصطفى عبد المعطى عاش فترة طفولته وصباه فى قريته الصغيرة الوادعة فى صعيد مصر، وهناك وفى هذه المرحلة من حياته اتحد مع الشواهد الكونية فى الطبيعة، وعشق ألوان الحقول المتغيرة مع فصول السنة، وأحب رحابة الأرض واتساعها، ونجوماً تتلألأ فى سماء ليل الصيف، وشجرة تظله من شمس صيف حارقة، وأناس طيبين، لكنه فى الوقت نفسه كانت تؤرقه وتنتزعه من هذه المتعة فى بعض الأحيان أحاسيس بريئة غير واعية بظلم واقع على هؤلاء الفلاحين الشغيلة من طلوع الشمس إلى غروبها فى كد وكفاح وشقاء، وفى نهاية الأمر يقتاتون الفتات، ولم يكن يقف عند هذا كثيراً بل كان فى النهاية يحاول طرد هذا الهاجس المؤرق معتقداً أن هذا الذى يراه إنما هو طبيعة الحياة المعاشة فى فلاحة الأرض.

ولم يكن حامد عويس يدرى عن وعى فى هذه المرحلة العمرية أن كل هذا الذى يعيشه يترسب داخله ليكون فى النهاية أساس حياته فى المستقبل وجاء إلى القاهرة فى بداية رحلته لدراسة الفن وراح الطالب حامد عويس يبحث عن ملجأ على سطح إحداها ربما يقترب أكثر من هذا الفضاء الكونى الذى تعوده وبات مفتقداً إياه بعد أن كان يعم قريته البسيطة، أو ربما لتتكحل عيناه بتلك اللآلئ فى سماء الليل كما تعود.

التقى بزملائه فى الدراسة بمدرسة الفنون الجميلة، وكانت هذه المرحلة أهم محطة فى بنائه الفكرى والفنى بدأ يقرأ بنهم ولأول مرة يكتشف حامد عويس عالماً غريباً وغنياً من المعرفة لم يكن له به أية صلة، وملكت هذه القراءات النهمة على حامد عويس نفسه، واعتنق ما بها من أفكار، وكلها كانت قراءات فى الاشتراكية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وأحقية الفرد فى نصيب عادل من الحياة الكريمة.

وأصبح عضواً فى أحد الجماعات التحتية التى تؤمن بهذه القضايا وتسعى لتحقيقها، لكن عويس كان منهجه مختلفاً عن كل هذه الجماعة فى وسيلة تحقيق هذا الهدف، فلقد آمن فكرياً بهذا التوجه، واختار الفن سلاحاً وهو الأقوى والأبقى لهذه المعركة ذات النفس الطويل، بينما انخرط زملاؤه فى النشاط السياسى على طريقة الخلايا السرية.

وهكذا اعتنق عويس فكراً فى العلم وأن صراعه السياسى عليه أن يتحقق من خلال الفن فلم يكن هدفه أصلاً تحقيق هذه البطولات المستترة الخائفة والتى يمارسها فقط أعضاء الجماعات السرية فى خوف وحذر، فلقد آمن عويس أن الهدف الأساسى من وراء هذا النشاط والفكر والكفاح هو الناس البسطاء.

أصبح الفن بالنسبة لحامد عويس قضية ورسالة بطلها وهدفها الإنسان المكافح من اجل الحياة الكريمة للخروج بالكادحين من هذه الظلمة الحالكة المفروضة عليهم، فانحاز منذ البداية لطبقة العمال والفلاحين ،وبدأت رحلة حامد عويس الفنية بالبحث والتنقيب فى الموروث الثقافى المصرى، وفى الحضارات، وفى تاريخ الفن، وفى الفنون المعاصرة شرقاً وغرباً بهدف الوصول إلى لغة تشكيلية خاصة تحمل فى ثناياها جوهر هذا الفكر، وذلك إيماناً من الفنان بأن وسيلته فى التعبير هى اللغة التشكيلية والتى إن لم تكن فى قمة اكتمالها جمالياً وفنياً فسوف تصبح قضيته الفكرية خاسرة.

وبدأت الإرهاصات بالبحث فى اللون لأنه عماد فن التصوير فراح يدرس أساتذة الفن المعاصر، وهنا تبرز مرحلة التأثر بماتيس وبيكاسو على وجه الخصوص، وحاول الجمع بين المتناقضات اللونية والتى كانت التعاليم الأكاديمية فى مصر ترفضها تماماً، ولفت الموضوع عند بيكاسو اهتمام عويس لا سيما وهو يعالج قضايا إنسانية عامة، وخرج كل هذا فى أعمال هذه المرحلة مثل، (الخياطة)، (قارئ الكوتشينة)، ( التريكو)، وكلها نماذج إنسانية بسيطة، ثم (البلاج)، (وفناء المدرسة)، (ومحطة ترام كليوباترا) بالإسكندرية، كل هذا فى محاولة لإيجاد حلول لعلاقة لونية جديدة حيث كان الفنان عويس يبحث عن لون متوهج.

وفى رحلة إلى إيطاليا كان قد وطد الحوار مع أعمال فنانيها العظام أمثال جوتوزو. ومع كبار الفنانين المكسيكيين أمثال ريفيرا مما ساعده على اكتشاف طريقه الخاص الذى كان يبحث عنه فى دهاليز تحقيق أصعب معادلة فى مجال الإبداع، لغة تشكيلية لا تطغى جماليات أبجدياتها على تجسيد رسالته الاجتماعية التى يؤمن بها.

وأصبح ذا أسلوب متفرد فى الحركة الفنية المصرية المعاصرة لا تخطئه العين. فتصميم الصورة عنده يحسب بميزان الذهب فى دقة كل تفاصيله، علاقات واتجاهات للخطوط والتقابلات بينها، واللون وقدره فى كل مساحة وفقاً لدرجة ذبذبته على شبكية العين، ويلعب الخط واللون معاً دوراً أساسياً فى جذب العين وحصرها داخل إطار الصورة، وعناصر بناء الصورة عند الفنان حامد عويس تستمد من قانون طرحها على المسطح استقلاليتها الكاملة، فهى لا تقبل دخول أى عنصر خارجها للمشاركة فى التصميم، كما أنه لا يمكن لأى منها الحركة خارج التصميم هارباً خارج الصورة.

































مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة