ساراييفو تحيى الذكرى المئوية لاندلاع الحرب العالمية الأولى

السبت، 28 يونيو 2014 09:02 ص
ساراييفو تحيى الذكرى المئوية لاندلاع الحرب العالمية الأولى لقطات من الحرب العالمية الأولى _ أرشيفية
ساراييفو (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحيى ساراييفو السبت بدون القادة الأوروبيين ذكرى الاعتداء الذى دفع أوروبا قبل مئة عام إلى الحرب العالمية الأولى التى ما زالت آثارها تقسم منطقة البلقان بعد قرن كامل.

أما القادة الأوروبيون البعيدون عن تقاسم ذكرى مشتركة فى هذا النزاع غير المسبوق الذى ادمى القارة العجوز، فقد اختاروا إحياء هذه الذكرى فى مكان آخر وقبل يومين من تاريخها، ليقيموا مراسم الخميس الماضى فى مدينة ايبر شمال غرب بلجيكا على هامش مجلس الاتحاد الأوروبى فى بروكسل.

وقال المؤرخ والدبلوماسى الصربى البوسنى سلوبودان سويا انه طرحت اولا فكرة عقد قمة أوروبية فى ساراييفو بمناسبة ذكرى مرور مئة عام على اندلاع الحرب. لكن تم التخلى عن الفكرة خصوصا بسبب الخلافات التى أججتها هذه الذكرى بين مختلف المجموعات فى البوسنة.

وأوضح سويا لوكالة فرانس برس انه "كان سيكون من المستحيل جمع الجميع (الصرب والمسلمون والكروات) معا فى 28 يونيو فى ساراييفو"، وهذا "ما كان سيجعل هذه القمة مستحيلة".

وتحدد مصير أوروبا التى كانت فى أوج قوتها، فى العاصمة البوسنية فى يونيو 1914 برصاصتين أطلقهما الشاب الصربى البوسنى القومى غافريلو برانسيب على ولى عهد النمسا الارشيدوق فرنسوا فرديناند وزوجته صوفى.

وبعد خمسة أسابيع كانت القوى الكبرى التى انجرت بخصوماتها ومخاوفها وتحالفاتها وعمى قادتها، فى حالة حرب.

واستمر النزاع أكثر من أربع سنوات وامتد إلى جميع مناطق العالم. وفى نهايته كانت أوروبا منهكة اذ سقط عشرة ملايين قتيل وعشرين مليون جريح من المقاتلين، وملايين المدنيين الذين قتلتهم المعارك أو الجوع أو الأمراض أو الاضطرابات الدامية التى بقيت تهز أوروبا من بولندا إلى تركيا مرورا بروسيا والمجر حتى 1923.

وهذه "الكارثة الأصلية" على حد قول الألمان، أدت بعد عشرين عاما إلى الحرب العالمية الثانية التى كرست غياب أوروبا التى دمرت للمرة الثانية لمصلحة قوة عظمى فى العالم هى الولايات المتحدة.

وفى ساراييفو سيقتصر أحياء ذكرى اندلاع الحرب اليوم السبت على حفل موسيقى تقيمه الاوركسترا الفلهارمونية فى فيينا عاصمة إمبراطورية النمسا المجر حينذاك التى قتل غافريلو برانسيب ولى عهدها.

وستنظم نشاطات ثقافية ورياضية متنوعة يمول الاتحاد الأوروبى جزءا كبيرا منها.

أما الرسالة السياسية، فقد صدرت من مكان بعيد عن البوسنة والأوضاع المتوترة فيها، إذ أكد القادة الأوروبيون مجددا فى ايبر التزامهم عمل ما بوسعهم لإبقاء أوروبا فى حالة سلام، عبر تجنب "الدوامات والمزايدات" التى أفضت إلى الحرب العالمية الأولى.

وبعد قرن كامل، ما زال عمل برانسيب وشخصيته مصدر انقسام فى البلقان التى لم تشف بعد من النزاعات التى تلت تفكك يوغوسلافيا فى التسعينات.

وأزالت ساراييفو التى يشكل المسلمون غالبية سكانها اليوم، فى السنوات الأخيرة كل اثر لهذا الناشط الصربى الشاب الذى تعيد ذكراه إلى الأذهان ذكرى القوات الصربية التى حاصرت ساراييفو خلال الحرب التى أودت بحياة نحو مئة ألف شخص من 1992 إلى 1995.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة