بالصور.. مساجد القرم الروسية تبنى محاكاة بالطراز "المصرى".. ومسجد "الخان أوزبيك" أول مساجد شبه الجزيرة منذ عام 1314.. وكبير مهندسى "القبيلة الذهبية" قام ببناء 131 مسجدا بنفسه

يتساءل بعض المهتمين كيف كانت مساجد شبه جزيرة القرم منذ 100 عام فى نهاية القرن التاسع عشر مطلع القرن العشرين؟

والجواب يكمن فى المعرض الذى يضم 90 صورة، والذى حط رحاله فى متحف- محمية الحكومية فى باختشى سراى وهذه هى المرة الأولى التى يعرض فيها هذا العدد المتنوع للصور لمساجد القرم، مع الإشارة إلى أن قسماً من هذه الصور تم تحمضيها عبر عدسات قديمة تعود إلى 100 سنة إلى الوراء، وهذه الكاميرات مازالت محفوظة فى متحف باختشى سراى وهناك قسم آخر تم العثور عليه فى موسكو، وبالتحديد فى أكاديمية العلوم الروسية وفى أرشيف المؤرخ والأثنوغرافى وعالم الآثار إيليا بوروزدين.

لقد كان هذا العالم شخصية مدهشة، فهو صاحب كتاب "العالم القديم والشرق" الذى ألفه بمشاركة عالم المصريات البارز بوريس تورايف كما أن إيليا عضو فى هيئة تحرير مجلة "الشرق الجديد"، وصاحب سلسلة كتب بعنوان "الشرق ونضاله من أجل الاستقلال" كما كان للعالم بوروزدين الفضل بافتتاح أول مؤتمر لعلماء المصريات عام 1922.

ويشير إيليا زايتسيف نائب مدير المتحف فى باختشى سراى خلال مقابلة مع مراسل إذاعة صوت روسيا، قائلاً لقد كان على صلة وثيقة جداً مع شبه جزيرة القرم حيث عمل لفترة طويلة خلال سنوات القرن العشرين، وكان مشرفاً على بعثة أثرية مهمتها دراسة مسجد أوزبيك.

وهناك صرح ثقافى آخر معاصر لمسجد أوزبيك لم يبق منه سوى أجزاء من الجدران والأساسات، والحديث يدور عن مسجد جامع كورشوم أو ما يسمى بمسجد سفينتسوفايا وتقول الأسطورة إن لدى بناء هذا المسجد تم استخدام مادة الرصاص المنصهرة كمحلول لسد الفجوات بين الكتل الحجرى ويبدو أن المستشرق الروسى فاسيلى بارتولد كان يقصد هذا المسجد عندما قال: "إن من بين أنقاض مدينة القرم القديمة تم الحفاظ على بقايا لمسجد صمم على الطراز المصرى"، ويتابع زايتسيف: على ما يبدو أن شبه الجزيرة تأثرت بشكل كبير من قبل مماليك مصر ونحن نعرف بأنه كانت تصل الأموال من بلاد الفراعنة من أجل بناء المساجد فى القرم، كان ذلك فى أواخر القرن الثالث عشر.

إن ظهور مدينة القرم القديمة تعود للقرن الثالث عشر ميلادى عندما انضمت شبه الجزيرة بعد الفتح المغولى إلى ما يسمى بالقبيلة الذهبية وفى عهد حكم الخان أوزبيك الذى دام ثلاثة عقود تقريباً من عام 1312 وحتى عام 1342 وصلت المدينة إلى ذروة ازدهارها.

وبأمر من الخان تم بناء مسجد- جامع فى المدينة، وهنا يشير زايتسيف قائلاً: هناك لوحة على البوابة نقش عليها تاريخ البناء، وعلاوة على ذلك نحن نعرف هذه المعلومة من الحقائق التاريخية، وذلك لأن عهد الخان أوزبيك تم تغطيته بشكل جيد فى المصادر التاريخية العربية وبلغات أخرى المعلوم هو أن الخان أوزبيك لدى اعتلائه العرش عام 1312 اعتنق الإسلام، وبعد ذلك بعامين تم بناء مسجد فى المدينة، وبالتالى لم يثر تاريخ البناء المنقوش 1314 شكوكاً لدى العلماء ويعتبر مسجد الخان أوزبيك فى مدينة القرم القديمة من أقدم المساجد على أرض شبه الجزيرة والذى يعمل إلى يومنا هذا.

المعلوم بأن الحجى سنان ابن عبد المنان الذى عينه السلطان سليمان كبير مهندسى الإمبراطورية، قام خلال حياته الطويلة ببناء 131 مسجداً وتحت رقم 77 فى قائمة المبانى كان هناك جامع "الجمعة" فى مدينة يفباتوريا والذى تأسس عام 1552.

من الصعوبة بمكان معرفة إجمالى عدد المساجد فى شبه جزيرة القرم، فعلى سبيل المثال هناك فى باختشى سراى ما من يقارب 38 مسجداً، وفى شبه الجزيرة ما يقارب بضعة مئات من المساجد، وينوه زايتسيف قائلاً معظم هذه المساجد صغيرة ومبنية من الخشب خاصة فيما يتعلق بالمساجد الموجودة فى سهوب شبه الجزيرة، ولم يكونوا يتمتعون بالشكل الحالى للمساجد فهى كانت عبارة عن مبانى مع مآذن منخفضة، وهذه كانت خصوصية البناء فى القرم وقد كتب الرحالة العثمانى إيفيليا شلبى بأن شبه الجزيرة بأكملها عبارة عن مجموعة من المحاريب وقد عرفنا من خلال وصف الرحالة خلال القرن الثامن عشر بأنه كان هناك فى القرم مساجد نقالة أو مؤقتة كان يستخدمها القبائل البدوية، ويبدو كان ذلك على شكل خيمة.























موضوعات متعلقة..

أمريكا وروسيا تستخدمان حادث الطائرة الماليزية فى الصراع السياسى بالقرم..أوباما:قصفت بصاروخ من الانفصاليين الموالين للكريملين شرق كييف ونطالب بتحقيق دولى..وموسكو:أوكرانيا استهدفتها بصاروخ "بوك أم 1"