ناصر عراق

كيف نعمل بلا مياه ولا كهرباء؟

الأربعاء، 02 يوليو 2014 05:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتعجب المرء من قدرة المهندس إبراهيم محلب على حض الناس على العمل فى شهر رمضان الكريم، فى الوقت الذى تخفق فيه حكومته على توفير المياه والكهرباء لملايين المصريين فى أحياء القاهرة المختلفة؟
ثم أن هذا الحض على العمل يحمل اتهامًا ضمنيًا بأن المصريين مجرد شعب كسول لا يحب العمل وفى حاجة دومًا إلى تحريض رؤسائه، مثل الطفل المدلل الذى لا يكف أبوه وأمه عن تأنيبه أو تشجيعه حتى ينجز واجباته المدرسية!
بصراحة.. هذا اتهام غير دقيق بالمرة حتى لو أطلقه رجل فى مقام رئيس وزراء.. لماذا؟ لأن المصريين بشكل عام شعب مكافح، وقد أجبرت السياسات الفاسدة لأنظمة السادات ومبارك ومرسى الإنسان المصرى على أن يمارس عملين حتى يستطيع توفير الاحتياجات الأولى لأسرته، فهو يذهب إلى وظيفته فى الصباح ليهرول بعدها إلى مقر عمله الثانى بعد الظهر، فهل نحن شعب لا يحب العمل؟
لاحظ أن حض المصريين على العمل صارت مضغة الأفواه من قبل كل الحكومات بامتداد أربعين سنة، وكأن الحكومة هى التى تعمل وتكد وتجتهد، بينما شعبها غارق فى نهر الكسل، والواقع يثبت عكس ذلك، فلو كانت الحكومة تعمل بجدية وانضباط ما تركت أحياء بكاملها محرومة من المياه والكهرباء ساعات وربما أيام؟ واذهب إلى أى حى فى القاهرة، سواء من تلك التى أطلقوا عليها الأحياء الراقية أو الشعبية أو العشوائيات، فكلها تعانى الأمرين من حكاية انقطاع المياه والكهرباء يوميًا. ولن أوجع قلبك بالكلام عن الصعيد الجوانى والقرى المنسية فى دلتا النيل لأنها مناطق كتب عليها البؤس كما كتب على مناطق كثيرة غيرها!
أجل.. هناك خطأ قاتل ترتكبه كل الأنظمة التى حكمتنا، وهى انحيازها المطلق للأثرياء ورجال الأعمال وأصحاب الثروات الطائلة، فى الوقت الذى تهمل فيه إهمالا شديدًا حقوق الملايين من الفقراء والطبقات الصغيرة والمتوسطة. وما حكاية ارتفاع ثمن الوقود إلا مقدمة لموجة جديدة من غلاء الأسعار تنتظر جيوب المصريين لتلتهم ما بها من أموال شحيحة!
اعملى أنت يا حكومة.. ووفرى المياه والكهرباء.. قبل أن تطالبى الناس بالعمل!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة