ذات يوم.. 29 أغسطس 1967.. بدء مؤتمر القمة العربية فى الخرطوم.. والسودانيون يقتحمون حواجز المطار ويتخطون رجال الأمن لاستقبال طائرة عبد الناصر مرددين الهتافات المطالبة بالثأر من إسرائيل وتحرير الأرض

الجمعة، 29 أغسطس 2014 09:15 ص
ذات يوم.. 29 أغسطس 1967.. بدء مؤتمر القمة العربية فى الخرطوم.. والسودانيون يقتحمون حواجز المطار ويتخطون رجال الأمن لاستقبال طائرة عبد الناصر مرددين الهتافات المطالبة بالثأر من إسرائيل وتحرير الأرض صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استقل جمال عبد الناصر الطائرة إلى العاصمة السودانية "الخرطوم" لحضور القمة العربية الأولى بعد نكسة 5 يونيو 1967، كان رؤساء وملوك الدول العربية على موعد مع هذه القمة باستثناءات قليلة، وكان أبرز الغائبين الرئيس الجزائرى "هوارى بومدين".

كان الاستقبال الأسطورى من الشعب السودانى لـ"عبد الناصر" هو أهم أحداث المؤتمر، الذى بدأت أعماله فى مثل هذا اليوم "29 أغسطس 1967"، وفى الجزء الأول من مذكراته يصف "محمود رياض" وزير الخارجية المصرى، وقتئذ هذا الاستقبال: "بمجرد أن هبطت طائرة عبد الناصر على أرض المطار، اقتحمت الجماهير السودانية كل الحواجز، وتخطوا رجال الأمن وهو يهتفون بحياة عبد الناصر، مطالبين بالثأر من إسرائيل وتحرير الأرض"، ويتذكر "رياض": "كنت استقل سيارة خلف عبد الناصر، وخيل لى أن سكان الخرطوم قد خرجوا جميعا لاستقباله، وسمعت من أحد الوزراء السودانيين أن الخرطوم لم تشهد فى تاريخها من قبل مثل هذا الطوفان البشرى الضخم الملتف حول زعيم لم ينحن للهزيمة".

كان هذا الاستقبال الأسطورى كما يقول الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه "الانفجار": "هو حدث المؤتمر، وهو حدث العالم العربى وقتها، كما أنه الحدث الإعلامى الأول فى العالم، وكانت صور الاستقبال هى الصفحة الأولى فى كل جرائد أوربا وأمريكا".

يقول "رياض" فى مذكراته: "أعتقد أن هذه أول مرة فى التاريخ يتم فيها استقبال قائد مهزوم استقبال الفاتحين"، وعبرت عن ذلك مجلة "نيوزويك" الأمريكية، حيث وضعت غلافها بصورة لـ"عبد الناصر" وسط موكب الجماهير الهادر بتعليق: "أهلا أيها المهزوم"، ويروى "هيكل" أن طائرة "عبد الناصر" هبطت فى المطار، وجرى مراسم استقباله، بينما طائرة العاهل السعودى الملك "فيصل" كانت تتأهب للهبوط، ولاحظ "عبد الناصر" أن الرئيس السودانى "إسماعيل الأزهرى" ورئيس وزرائه "محمد أحمد المحجوب" يرجوانه الانتظار حتى تهبط طائرة "فيصل"، ويقومان باستقباله، ثم يركب الاثنان، معا فى موكب واحد عبر شوارع الخرطوم، وكان تعليق "المحجوب"، أن الجماهير السودانية سوف يطمئنها أن ترى "عبد الناصر" و"فيصل" فى سيارة واحدة، كما أن ذلك سوف يثير حماسة شديدة لدى الجماهير تجعل الاستقبال لائقا.

اعتذر "عبد الناصر" وكان مبرره، أن هذا اللقاء هو الأول بينهما بعد كل ما جرى، ولا يريده أن يكون على قارعة الطريق حتى وإن كان هذا الطريق هو مطار الخرطوم، كما أن هناك كلاما كثيرا يريد أن يقوله لـ"الملك فيصل" وكلاما يريد أن يسمعه منه قبل أن يظهرا للناس وكأن شيئا لم يكن.

اصطحبت الجماهير موكب "عبد الناصر" حتى الفندق الذى نزل فيه، ولما لحقه موكب "فيصل" هتفت الجماهير: "وراء جمال يا فيصل".

بدأت وقائع المؤتمر وكانت على أجندته قضايا مهمة ومؤثرة، أبرزها تقديم الدعم المادى لمصر لدول المواجهة وفى مقدمتها مصر.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة