( افتح قلبك مع د. هبة يس).. زمن الخوف

الأربعاء، 10 سبتمبر 2014 01:01 م
( افتح قلبك مع د. هبة يس).. زمن الخوف د. هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل ( أ. ع ) إلى افتح قلبك يقول:
لن أطيل عليك فى رسالتى، والتى لا أعرف أن كنت ستستطيعين مساعدتى والرد عليها أم لا، فمشكلتى باختصار أنى دائما فاقد للأمل، فى كل شىء، خائف من المستقبل، مترقب للأيام وكأنى فى انتظار المصائب طول الوقت، تعبت من نفسى ومن خوفى وقلقى، مللت من افتقادى لإحساس الفرحة.

أنا حياتى عادية جدا بالمناسبة، وليست مأساوية أو صعبة بشكل استثنائى، لكنى لا أعرف لماذا لا أشعر أن هناك شيئا حلو سيحدث لى فى الحياة، حتى فى الآخرة لا أرى أنى سأستحق الجنة أو النجاة من النار، فأنا حقيقة لا أفعل ما يستحق ذلك، سألت أحد الشيوخ فى حينا ذات مرة، وقال لى ادع الله بما تريد فإن الله مجيب الدعاء، ولكن شىء ما بداخلى يمنعنى، يقول لى من أنت أصلا حتى يجاب دعاءك؟، ماذا فعلت أو قدمت حتى يكون لك خاطر أو كرامة عند الله؟..
فوجدت نفسى أنى حتى الدعاء لا أقدر عليه.. حتى وأنا أكتب لك هذه الرسالة أنا شبه متأكد أنك لن تقرأيها، أو ربما تقرأيها ولا تردى عليها..

وإليك أقول:
أتعرف معنى اسم الله (الوهاب)؟.. الوهاب هو الذى يمنح من أمامه بلا مقابل، وبدون حتى وجه استحقاق، وعندما سمى الله نفسه بـ"الوهاب" فهذا إقرار منه بأنه يمنح عباده النعم والعطايا بدون أن يردوا له المقابل، ودون حتى أن يكونوا مستحقين لها.. ذلك هو الله.. وهاب، لا ينتظر منك أن تكون ناسكا عابدا طائعا دائما وأبدا حتى يعطيك ويمنحك ويقوم عليك وعلى مصالحك، وحتى عندما يمنح عباده الطائعين فهو يفعل لا لأنهم لهم (كرامة) عنده، أو لأنهم أعز من أن يحرمهم.. لا.. أبدا، إنما هو ينعم فقط لأنه المنعم، ولأنه الحنان المنان، ولأنه من يرزق من يشاء بغير حساب، فلو عاملنا الله بالعدل ما استحق أحدنا أن يعيش.. صدقنى يا أخى كلنا نعيش ونأكل ونلبس فضلا ومنة من الله لا أكثر.

أما بالنسبة للدعاء، فالزهد فى الدعاء ليس من التواضع، بل بالعكس، ارفع سقف مطالبك فى الدعاء سواء للدنيا أو للآخرة، فعباد الله يثقون به، وفى قدرته، وفى أنه أكرم من أن يرد سائل، وأقدر من أن يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء، فاسمع دعوة سيدنا سليمان.. ماذا طلب فيها.. (قال رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب).. فماذا كانت إجابة الدعاء؟، أن جمع الله له النبوة والملك والعلم والحكمة، وسخر له الريح والجن والطير.. حقا ملك لم يبلغه أحد من بعده عليه السلام، يا صديقى عباد الله العارفين به يسألون الله المستحيل ولا يبالون، لأن إجابة الدعاء على قدر المجيب لا على قدر السائل، وإلا ما رزق الله الكافرين والغافلين شربة ماء فى هذه الدنيا.

أحسن الظن بالله من الآن فصاعدا، فحسن الظن به عبادة غفل عنها الكثيرون فى زمننا هذا، مع أنها هى الأمان الوحيد فى وسط عالم يملأه المخاوف، والقلق على المستقبل من كل شىء وأى شىء، يأتى حسن الظن بالله ليمسح على قلوبنا ويذكرنا دائما أننا لسنا بمفردنا فى هذه الحياة، وأن لنا رب مدبر لكل أمورنا حتى وإن لم نكن نحن أهلا لهذا التدبير.

هناك وعود واضحة وصريحة وردت فى القرآن الكريم، بشكل قاطع ولا مجال للشك فيه، منها.. (ادعونى أستجب لكم)، (ولئن شكرتم لأزيدنكم)، (فاذكرونى أذكركم)،(وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون).. ومن أصدق من الله قيلا؟.

كل ما تعانيه من خوف وتوتر وترقب وتشاؤم ليس له حل إلا أن تغير رأيك عن الله، أن تعرفه بحق، وأن تتيقن أنه معك ولك حتى وإن لم تكن أنت أهلا لهذه الرعاية والعناية، مثلنا جميعا.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبة يس على الفيس بوك:
Dr.Heba Yassin










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة