شيرين ماهر تكتب: عندما دق قلب خالد صالح دقته الأخيرة

الأحد، 28 سبتمبر 2014 08:02 م
شيرين ماهر تكتب: عندما دق قلب خالد صالح دقته الأخيرة عزاء خالد صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أكتر حاجة توجع لحظة الفراق حبيبك تلمحه ..ودموعه رافضة تطلع وكأنه حالاً فاق على أيد بتدبحه ... " تلك الكلمات الرائعة التى تغنى بها حسين الجسمى فى مسلسل "بعد الفراق" الفنان الراحل خالد صالح، كانت لسان حال كل محبيه بعد أن داهمهم نبأ رحيله صباح الخميس الماضى ليفارقهم مباغتاً كل محبيه بطعنة فراق غير منتظرة إثر تدهور حالته الصحية عقب إجرائه عملية قلب مفتوح بمركز الدكتور مجدى يعقوب لجراحات القلب فى أسوان، ليغادر دنيانا للأبد دون فرصة فى إطلالة جديدة.

وبنبرات حداد مكلومة وَدع العالم الفنان الراحل خالد صالح، ذلك الفنان الحق الذى يعد أحد أهم الفنانين القلائل الذين استطاعوا أن يمزجوا الموهبة الفطرية بمعايير الأداء الأكاديمى، فتلون حسبما أراد النص الدرامى أن يكون ليقنعك بتفصيلات الشخصية، مضيفاً إليها لمسته الخاصة بصوته الرخيم المتهدج فى اللحظات الإنسانية العميقة، وصيحاته العنيدة الرنانة مع الشخصيات ذات البعد الاجتماعى المركب، يحنو تارة ويقسو تارة، يفقدك صوابك ثم يعود ليهدهدك بنظراته التى أضفت لبراعة أدائه ما هو أبلغ من الكلمات الحوارية.

"الريس عمر حرب" بنظراته الغامضة ذى اللمعة الزجاجية.. "إبراهيم" ذلك الزوج التقليدى الواقعى فى "أحلى الأوقات".. المسئول الحكومى المصاب بتُخمة الفساد فى "عمارة يعقوبيان".. الإسلامى الأفَاق فى "الريان".. الصحفى الثائر الحالم فى "بعد الفراق".. رجل الشرطة الملوث فى "تيتو وهى فوضى"، كلها أدوار وشخصيات مركبة أجاد الراحل رحمه الله تجسيدها كما نراها على أرض الواقع بتلقائية ومصداقية جعلته نجماً منذ اللحظات الأولى، فلم يتدرج فى سلم النجومية، ولكنه اختصر كثيرا من الدراجات بقفزات متلاحقة، نظراَ لتفرد أدائه، فلم يمتطِ يوماً بارجة الحظ والشهرة، ولكنه كان وريثاً شرعياً لكليهما بإحساسه الذى كان يكرسه كاملاً لدراسة أبعاد أدواره لتخرج إلى الجمهور كما أرتضى لها أن تكون.

وكانت كلمات الراحل الأخيرة على حسابه الخاص بفيس بوك تعكس كثيراً من آدميته ومشاعره الإنسانية الخالصة، فقد ودع كل محبيه بـعبارة "خالص التعازى لغزة"، وكأنه يستشعر قدراً يداهمه، فأراد أن ينعى شعباً يقاوم حتى الرمق الأخير مثلما كان يكافح هو عذاباً تمكن من صدره وأنفاسه وأصدر حكمه الأخير دون مداولة.

وها قد دق قلب خالد صالح دقته الأخيرة بعد أن اُجهِدت شراينه وأوردته حد الفناء تاركاً خلفه إرثاً فنياً وإنسانياً يعكس مكانته لدى كل محبيه، كما حقق اسمه العطر "خالد صالح" رقماً قياسياً على تويتر ومواقع التواصل الاجتماعى فى مظاهرة حب ووداع وتأبين عقب ساعات من إعلان نبأ رحيله، ولا يسعنا فى النهاية سوى الدعاء له برحمة واسعة ومغفرة لا حدود لها ووعد صادق ألا يبرح القلوب قط.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة