نانى تركى تكتب: الفنان الصالح خالد صالح

الإثنين، 29 سبتمبر 2014 04:22 ص
نانى تركى تكتب: الفنان الصالح خالد صالح خالد صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فنان ذو نكهة خاصة جداً، ولد فى القاهرة عام ١٩٦٤ وبدأ التمثيل فى مسرح الجامعة ومثل فى مسارح الهواة مثل مسرح الهناجر فى دار الأوبرا المصرية لفترة طويلة، وكان هذا فى الوقت الذى كان يمارس فيه أعماله التجارية الخاصة، تفرغ تماماً للتمثيل عام ٢٠٠٠ وهو فى سن السادسة والثلاثين، ولمع نجمه سريعاً وبرع فى أداء الأدوار المعقدة، وفى أداء أدوار الشر والجبروت، من أهم أعماله السنيمائية "تيتو وعمارة يعقوبيان" وأيضاً عرض له فى رمضان ٢٠٠٧ مسلسل "سلطان الغرام" وفى رمضان ٢٠٠٨ "بعد الفراق" وهما بطولة مطلقة له، وأيضاً فى صيف ٢٠٠٧ فيلم "أحلام حقيقية" و "هى فوضى" إخراج يوسف شاهين وخالد يوسف.

أحدث جدلاً واسعاً بين النقاد فمنهم نجد المؤيدين له، ومن اعتبروه أحد أهم فنانى الجيل الحالى وامتداد لجيل العمالقة من الممثلين المصريين الذين برعوا فى أداء الأدوار المعقدة مثل زكى رستم ومحمود المليجى مستدلين على ذلك بقدرته العالية فى التشخيص والتى تصل إلى حد الاندماج الكامل فى الدور الذى يؤديه، ويصف الكثيرون أداءه بالصدق وعدم الافتعال، مما أدى لشعبيته الواسعة التى تمتد عبر الوطن العربى.

من جهة أخرى يرى العديد من النقاد أنه بالرغم من الأداء الممتاز للفنان إلا أن اختياره لأدواره فى المسلسلين الرمضانيين (وهى الأدوار الأهم فى مسيرته الفنية) لم يكن موفقاً، فالأحداث كانت تتناسب مع شخصية بمواصفات شبابية وجاذبة لم تكن موجودة بالكامل فى شخصية خالد، أو اعتراض على الشخصية التى يقوم بتأديتها، وجعلت هناك تعاطفا كبيرا معها بعد أن كانت مدانة مثل الريان.

عموماً من الطبيعى ألا يجمع عليك الجميع الأنبياء أنفسهم لم يجمع عليهم الجميع هناك من آمن ومن كفر، الله سبحانه وتعالى وله المثل الأعلى ألحد وأشرك به الكثيرون، ولكن النتيجة نسبية وهى أن شعبية خالد صالح بين الناس كانت كبيرة جداً عن منتقديه.

أشهر أعماله السنيمائية على الإطلاق: تيتو، خالى من الكوليسترول، ملاكى إسكندرية، عن العشق والهوى، تمن دستة أشرار، أحلام حقيقية، عمارة يعقوبيان، هى فوضى، حين ميسرة، الريس عمر حرب، ابن القنصل وكف القمر.

أما أشهر مسلسلاته: أم كلثوم، حكايات زوج معاصر، الدم والنار، محمود المصرى، أحلام عادية، سلطان الغرام، بعد الفراق، تاجر السعادة، موعد مع الوحوش والريان.

توفاه الله عن عمر يناهز الخمسين عاماً عقب إجراء جراحة قلب مفتوح، ظهور متأخر ورحيل مبكر لفنان صالح علاقته بأصدقائه جميلة وعلاقته بأهله أجمل.

كشف الفنان الراحل فى آخر حوار تلفزيونى له مع برنامج "معكم" الذى تقدمه الإعلامية منى الشاذلى أنه قام بإجراء عملية فى صمام القلب وهو عمره ٣٤ عاماً، فاستوقفته منى الشاذلى خلال رده على سؤالها: حول كيفية استعداده للموت؟ قائلة له: إنت عندك مشاكل فى القلب وبتشرب سجاير! فقال لها ضاحكاً: "أنا عملت العملية مخصوص عشان أقدر أدخن"، مما أشعل الاستوديو بالتصفيق له، وكأنه صاحب مبدأ العمر واحد والرب واحد.

وتابع الفنان الراحل معاناته مع المرض قائلاً: "إنه لم يعش يوماً بسيكولوچية المريض لأنها تجعله غير منجز ولم أشغل بالى أنا بكرة هيحصلى إيه أو بعده هيحصلى إيه لا عمرى بإيدى ولا اللى جاى بإيدى، أنا بحاول أنا ربنا خلقنى عشان أحاول".

أول مرة أعرف أن رأى خالد صالح فى الموت يوافقنى تماماً لأنى لم أكن شاهدت تلك الحلقة، فالأجدر بالجميع الآن أن يحمدوا الله بكرةً وأصيلا على نعمة الصحة، ولا يشغلوا بالاً بالمستقبل طالما أنهم أجادوا الحاضر، وأن يدعوا للفنان الصالح خالد صالح أن يتغمده الله بواسع رحمته يا بخت من رضت عنه الأرض والسماء.
غريب فعل هؤلاء الفنانين يموتون وتبقى أعمالهم خالدة، وإذا كانت سيرتهم صالحة تظل مع أعمالهم خالدة يا خالد يا صالح.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة