(افتح قلبك مع د. هبة يس)... الماضى أم المستقبل؟

الأربعاء، 14 يناير 2015 01:00 م
(افتح قلبك مع د. هبة يس)... الماضى أم المستقبل؟ د. هبه يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت (ش) إلى (افتح قلبك) تقول:

أنا شابة عمرى 26 سنة، كنت قد ارتبطت عاطفيًا بابن خالتى منذ 10 سنوات تقريبًا، وهو أكبر منى بثلاث سنوات، ولكنى تخرجت قبله لأنه كان فى كلية عملية، ولأنه كان يرسب كثيرًا بكل أسف.

لهذا رفضه أهلى عندما طلب خطبتى مرتين من قبل، والسبب طبعًا أنه كان ما زال طالبًا، لكنه وبعد تخرجه العام الماضى، وبعد أن فهم أهلى أنى متمسكة به وأنى أنتظره هو بالذات تمت الخطوبة أخيرًا، ولكنها لم تستمر إلا لمدة 8 شهور فقط!!.

لن تصدقى يا دكتورة كم الخلافات التى كانت بيننا أثناء هذه الشهور الثمانية، أنا نفسى لا أصدق، كنا نختلف على كل شىء تقريبًا، نظرا لأن خطيبى رأيه لم يكن (من دماغه)، فكنا كلما اتفقت أنا وهو على أى شىء يذهب ليعرضه على أمه، فترفضه أو تلغيه أو تعدل عليه، وكأنى مخطوبة لها هى لا لابنها، وبالرغم من أنها خالتى إلا أنها أصبحت تعاملنى كالحماة من أول يوم خطوبة، أصبحت تنظر إلى على أنى ند لها، أو أنى خطفت ابنها منها، لا أعرف لماذا مع أنه كان حتما سيتزوج ويعيش مع امرأة أخرى سواء كنت أنا أو غيرى.

هذا بالإضافة إلى أنانية خطيبى الشديدة، فهو يريدنى طول الوقت له وحده، لا أعمل، ولا أدرس دراسات عليا، ولا أخرج مع صديقاتى، ولا أود أهلى، ولا أى شىء.. كل المطلوب منى هو أن أظل أدور فى فلكه ليل نهار، ولا أفكر غير فيه و فى كيف أسعده.. هكذا كان يقول لى دائما.

احتدم بيننا الخلاف حول هذه النقطة الأخيرة فى آخر زيارة منه لى فى بيت والدى، فما كان منه إلا أنه تركنى وخرج فى صمت، وانتظرت أن يتصل بى أو يحدث أى شىء بعدها لمدة شهر كامل، لكن لم يحدث.. من الواضح أنه كان ينتظر منى أن أتراجع أنا وأن أتصل به لأبلغه أنى سأنفذ كلامه، تماما كما كنت أفعل دائما من قبل، لكنى لم أفعل هذه المرة.. فلم يحدث بيننا أى اتصال طوال هذا الشهر، فما كان من أهلى إلا أن أرسلوا له الشبكة، وانتهى الأمر.

كان هذا منذ 6 أشهر تقريبًا، تعبت بعدها جدا لأنى لم أتخيل أن ينتهى بنا الحال إلى هذا بعد كل هذا الحب والانتظار، لكنى سلمت بالأمر وحاولت أن أتماسك وأبدأ حياتى من جديد وحدى، ولكنه عاد الآن ليقول إنه يريد أن نعود لبعض، فقد نقلت لى أمى هذا الكلام عن خالتى التى هى أمه، لا أنكر أنى فرحت جدا، لأنه لم ينسانى، ولأنى أنا أيضا لم أستطع نسيانه، والتفكير فى الارتباط بغيره كلما تقدم لى آخرون... ولكنى فى حيرة شديدة، فها أنا قد جربت، وثبت لى بالدليل القاطع أن ارتباطنا سيكون مليئًا بالمشاكل، فكلما حكمت عقلى وتذكرت ما كان يحدث بيننا، أرفض أن أعود إلى ما كنا عليه، لكنى أيضا لا أستطيع التحكم فى قلبى ومشاعرى، فلا يمكننى إهمال 10 سنوات من عمرى كنت أحبه فيها ببساطة هكذا.

فماذا أفعل؟ هل أسمع كلام قلبى؟، أم أُحَكِّم عقلى؟... أفيدينى بخبرتك أنت يا دكتورة.

وإليكِ أقول:

طبعا طبعا طبعا حكمى عقلك يا حبيبتى، لأنه وبمنتهى البساطة إذا دخلت الخلافات والمشاكل من الباب، فر الحب والمشاعر من الشباك، فعندما تصبح حياتك مليئة بالخناقات والنكد لن يكون هناك وقت للحب والعواطف، ستجدين نفسك ترين شخصا آخر غير ذلك الذى كنتِ تحبينه طوال هذه السنوات العشر، كذلك هو، لن يظل يحبك ويتمسك بك بهذا الشكل إذا كانت حياتكما غير مريحة ومليئة بالتوتر والمشاحنات طوال الوقت.

حبيبتى... أقول لك ولكل شابة جميلة مثلك مقبلة على الزواج والارتباط، الحب شىء جميل، وإحساس رائع، وإضافة منعشة للحياة، لكنه وحده لا يكفى أبدا لفتح البيوت، ودوام العلاقات، ما يجعل للحياة أن تستمر، وللبيوت أن تعمر هو (الراحة والتفاهم) أكثر من أى شىء آخر، فالزوجين يصبحان سعداء وراضين عن حياتهما سويا عندما يتمكن كلاهما من التوصل مع الآخر إلى أرضية مشتركة، بصرف النظر عن ما إن كانوا ارتبطوا عن حب أم لا، وأكبر دليل على ذلك كم الزيجات الفاشلة التى كانت أساسا مبنية على الحب فقط، حينها يعتقد الشريكان أن الحب أقوى من كل شىء، وأنه سيذيب أى مشاكل أو عقبات، ولكن هذا لا يحدث بكل أسف، فما إن يجد الطرفان أنفسهما فى خلافات مستمرة حتى يختفى كل إحساس حلو بالآخر، وتتحول النظرة إليه على أنه غريم أو عدو، أو عامل منغص للحياة فى أبسط الأحوال.

لا أقول لك ابحثى عن شريك حياة خالٍ من العيوب والسلبيات، لأنك لن تجديه مهما بحثتى، لكنى أقول لك ابحثى عن من تستطيعين (تحمل) سلبياته وعيوبه، والتكيف والتعامل معها، فهذا هو مربط الفرس، فنحن مختلفون فى قدراتنا على احتمال الأشياء والصفات، فلنفرض أن هناك شخصا بخيلا مثلا، وهو أمر صعب التعايش معه، لكنه ارتبط بمن هى بخيلة مثله، سيكون التوافق بينهما أعلى بكثير من إذا كان ارتبط بمن هى تحب الانفاق والشراء... العيب هو هو، لكن هناك من يحتمله ويستطيع التعايش معه، وهناك من لا يستطيع.

كذلك نقطة خلافك مع خطيبك، قد لا تشكل أى مشكلة إذا ارتبط هو بإنسانة لا تحب العمل أو الحركة بطبيعتها، سيكون طلبه لها بالتفرغ إليه هو عز الطلب، فهى لا تريد أكثر من ذلك من الأصل.

ما أريد أن أقوله لك هو ابحثى عن (التفاهم) لا عن الحب، فبدون تفاهم سيذهب الحب، وسريعا، وربما ينقلب إلى عداوة فيما بعد.

أما عن شعورك بأنك لا زلتى تحبيه، فهو أمر طبيعى طبعا، فعشر سنوات ليست بالفترة القصيرة، خاصة وأنها شملت فترة مراهقتك ومراهقته، والتى تكون فيها المشاعر فى قمة اندفاعها وتأججها، بصرف النظر عن أى شىء آخر، ولكن الحب فى هذه الفترة سلاح ذو حدين أيضا، فهو بعيد كل البعد عن أى عقلانية أو حيادية فى التفكير، فلن تنسيه و لن ينساكى بسهولة، وربما احتاج الأمر منك إلى بعض الوقت، ولكنك يجب أن تفكرى أنه كان عليكى التضحية بهذه السنوات العشر من أجل أن تنقذى بقية عمرك، فليس من العقل أن تلقى بنفسك فى هذه العلاقة بعد أن ثبت لك بالتجربة كم المتاعب التى ستكون بها، لمجرد أنك قضيتى فيها 10 سنوات سابقا، وأن تبيعى المستقبل من أجل الماضى... أليس كذلك؟

الصفحة الرسمية للدكتورة هبه يس على الفيس بوك: Dr. Heba Yasin








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة