شيخ الأزهر يستقبل بطريرك إثيوبيا ويؤكد: النيل مصدر خير للجميع.. والأب متياس: نعمل على تعميق العلاقة بين المشيخة والكنيسة.. والبابا تواضروس: أقوى علاقة لنا خارج مصر مع كنيسة أديس أبابا

الأربعاء، 14 يناير 2015 08:06 م
شيخ الأزهر يستقبل بطريرك إثيوبيا ويؤكد: النيل مصدر خير للجميع.. والأب متياس: نعمل على تعميق العلاقة بين المشيخة والكنيسة.. والبابا تواضروس: أقوى علاقة لنا خارج مصر مع كنيسة أديس أبابا جانب من اللقاء
كتب لؤى على ومايكل فارس- تصوير ماهر إسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، صباح اليوم، الأربعاء، الأب متياس الأول، بطريرك إثيوبيا، الذى يترأس وفدًا رفيع المستوى من الكنيسة الإثيوبية فى زيارة للكنيسة القبطية تستغرق ستة أيام، والتى تعد الأولى له، تلبية لدعوة البابا تواضروس الثانى.
شيخ الأزهر يستقبل بطريرك الكنيسة الإثيوبية - 2015-01 - اليوم السابع
شيخ الأزهر يستقبل بطريرك الكنيسة الإثيوبية

وأكد شيخ الأزهر خلال اللقاء أن إثيوبيا لها مكانة عظيمة فى نفوس المسلمين، إذ هى الحاضنة الأولى للإسلام، التى أنقذته فى مهده وصباه حين تعرض كفار قريش للمسلمين بالتنكيل والعذاب، وقد لقى المسلمون الأوائل ترحيبًا من أهلها وملكها الذى أحاطهم برعايته وكرمهم أيما تكريم.

وأضاف عقب انتهاء اللقاء، أن لدينا تراثًا عميقا فى الإسلام والمسيحية تعلمنا منه أن الأديان كلها تدعو للسلام الاجتماعى، وأن المشكلة ليست فى الأديان، وإنما فى بعض أتباعها الذين يستغلونها لمصالحهم الشخصية، والإسلام لا يجعل من نفسه دينا بعيدا عن جميع الأديان، إنما هو مرتبط بها من لدن آدم مرورا بعيسى وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن نصوص القرآن والسنة النبوية هى التى دفعتنا لتعميق اللحمة والمودة بين المصريين جميعًا، وبناء على ذلك تأسس بيت العائلة المصرى، الذى يعمل على ترسيخ قيم المواطنة.

	شيخ الأزهر والأب متياس خلال إستقباله بمشيخة الأزهر - 2015-01 - اليوم السابع
شيخ الأزهر والأب متياس خلال إستقباله بمشيخة الأزهر

وأكد شيخ الأزهر أن نهر النيل يجب أن يعمق العلاقة بين الشعبين المصرى والإثيوبى ويكون مصدر خير لهما ويزيد من المحبة والمودة بينهما مع احتفاظ الجميع بحقوقه المتساوية فى هذا النهر العظيم، إذ لا يمكن أن يرتوى منه أحد على حساب عطش الآخر، مضيفًا أننا لا نتوقع من الشعب الإثيوبى إلحاق الضرر بالمصريين، لأن هذا ضد التعاليم الدينية، وضد كل القيم الإنسانية.
	جانب من لقاء شيخ الأزهر والأب متياس والوفد المرافق له - 2015-01 - اليوم السابع
جانب من لقاء شيخ الأزهر والأب متياس والوفد المرافق له

من جانبه، أشاد البطريرك ماتياس الأول، بجهود الأزهر الشريف وإمامه الأكبر فى نشر روح المودة والمحبة بين أبناء الشعب المصرى، وكافة الشعوب، موضحًا أننا فى إثيوبيا لدينا مؤسسة تضم كل الأديان المختلفة، مشددا على أن كل المشاكل والقلاقل التى تحدث فى مجتمعاتنا هى فى حقيقتها مفتعلة ومدبرة من الخارج، داعيًا إلى ضرورة أن يعمل رجال الدين الإسلامى والمسيحى على نشر قيم المحبة والسلام، مؤكدًا سعيه لتعميق العلاقة بين الأزهر الشريف والكنيسة الإثيوبية.
	الأب متياس  - 2015-01 - اليوم السابع
الأب متياس يؤكد على تعميق العلاقة بين الأزهر والكنيسة الإثيوبية

ومن جانبه صرح الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أعلن عن زيارة قريبة لإثيوبيا، مضيفًا أن هذا البلد له مكانة فى نفوس المصريين.. وأضاف لـ"اليوم السابع، أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبطريرك متياس الأول بابا الكنيسة الأثيوبية، أدانا ما تقوم به مجلة تشارلى إبدو الفرنسية من مواصلة نشر الصور المسيئة للرسول، مؤكدين أن ما قامت به المجلة لا يخدم مصلحة أحد، بل يزيد من الكراهية بين فئات المجتمع الواحد.

فيما عقد البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم مؤتمر صحفى شارك فيه الأب متياس بطريرك الكنيسة الإثيوبية بالكاتدارئية المرقسية بالعباسية، أكد خلاله أن أقوى علاقات خارج مصر هى تلك التى مع الكنيسة الإثيوبية، موضحا أنه يربط بين الكنيستين الكثير، مضيفا أن اسم مصر وإثيوبيا مذكور فى الكتب المقدسة، ولهما تاريخ مسيحى مشترك، وأيضًا تاريخ رهبانى مشترك، وفوق كل هذا يجمعنا النهر العظيم نهر النيل.

وأضاف البابا تواضروس: أعجبت كثيرا فى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى أن قداسة البطريرك، قال له عبارة رائعة مكتوب فى الإنجيل "ما جمعة الله لا يفرقه إنسان"، وكأنه يتحدث عن مصر وإثيوبيا وارتباطهما بنهر النيل.

وأكد البابا أن زيارة الأب متياس، بطريرك إثيوبيا، زيارة بركة وإضافة للعلاقات القوية التى تربط الشعبين الإثيوبى والمصرى وتربط التاريخ، مشيرا إلى أن العلاقة القوية بين الكنيستين الإثيوبية والمصرية، لذلك صدر قرار بأن يكون الأنبا بيمن مسئولا عن العلاقات مع الكنيسة الإثيوبية، مؤكدًا أن هذه الزيارة ستضيف دفعة قوية للعلاقات الإثيوبية المصرية على كل المستويات الكنسية والوطنية والمجتمعية، من خلال مشروعات التنمية، التى نتبناها فى إثيوبيا.
جانب من مؤتمر البابا تواضروس والأب متياس - 2015-01 - اليوم السابع
جانب من مؤتمر البابا تواضروس والأب متياس

وأوضح أن الكنيسة القطبية والإثيوبية لها دور فى العلاقة بين البلدين فهما قوى ناعمة ولكن الدور الذى يقوم به كل أحد هو التشجيع على الحوار والتفاهم والإعلام والكنيسة والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية فالجميع يهيئ جوا لفهم بعضنا البعض، فالحوار يستطيع حل كل المشكلات، فهناك ثقافة الحوار وأخرى ثقافة الجدار، وهناك ثقافة الشجار، ونحن الآن فى مرحلة قوية من مراحل الحوار.

وعقب البابا تواضروس الثانى، على الرسوم المسيئة للرسول بمجلة تشارلى إبدو الفرنسية قائلا، الإساءة مرفوضة على أى مستوى فهى مرفوضة على المستوى الفردى، فإذا امتدت إلى الأديان، فهذا أمر لا هو إنسانى ولا أخلاقى ولا اجتماعى ولا يساهم فى السلام العالمى، وأرى هذه الإساءات لا تحقق أى شىء بالمرة فهى كمن يضارب الهواء فماذا سيستفيد من ذلك؟

من جهته قال الأب متياس الأول، بطريرك إثيوبيا، نحن لا نفرق بين نهر النيل وسد النهضة، فالعلاقات التى ظلت سنوات طويلة فيما يتعلق بهمزة الوصل بين مصر وإثيوبيا سوف تستمر ونريد لها أن تستمر، مشيرا إلى أن لقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسى كان حديثا اتسم بمجمل العلاقة بين البدلين، ولم يتطرق لأشياء خاصة، بل العلاقة بمجملها.
وأوضح البطريرك، لقد فكرنا زيارة مصر فى وقت سابق لكننا لم يتسن لنا ذلك، الإنسان يتمنى أشياء كثيرة، ولكن الله الذى يقرر ولا علاقة لتأخر الزيارة بما يحدث فى مصر فنحن رجال الدين لا نخاف من هذه الأشياء.

وأكد البطريرك أنه يرتدى زيا مماثلا للبابا فى إشارة للبابا باولص السابق له، والذى كان يرتدى زيا أبيض وليس أسود قائلا، لأنه لايريد أن يختلف عن الآباء الذين يحبهم فهو كان يرتدى زيا أسود وسيظل، وعقب البابا تواضروس قائلا الزى الأسود هو الأصل وما كان سابقًا هو الاستثناء.
	البابا تواضورس وبطريرك الكنيسة الإثيوبية خلال مؤتمر الكاتدرائية - 2015-01 - اليوم السابع
البابا تواضورس وبطريرك الكنيسة الإثيوبية خلال مؤتمر الكاتدرائية

ودعا الأب متياس الأول بطريرك إثيوبيا، البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطيريرك الكرازة المرقسية، لزيارة إثيوبيا يوم عيد الصليب الموافق 27 سبتمبر المقبل، مؤكدا أن هذا العيد سيكون تظاهرة روحى والشعب الإثيويبى ينتظركم بكل ود.

وقال الأب متياس الأول، بطريرك إثيوبيا، زرنا العديد من الأماكن فى القاهرة والإسكندرية وأبهرنا ما رأيناه حيث شاهدنا الكثير، فزرنا وادى النطرون والحياة الرهبانية، وشاهدنا الأماكن المقدسة مثل دير القديس مقاريوس والأنبا بيشوى وقال، "شاهدنا التراث الأصيل الذى لا مثيل له، نحن سعداء وأجرينا حديثا مثمرا مع كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وأيضا فى زيارتنا للمكتبات شاهدنا كيف تم الحفاظ على التراث القديم بالتكنولوجيا الحديثة من حيث ترميم الكتب القديمة والمخطوطات"، فمثلا الأهرامات الواحد يحتار أن يقول هى من عمل الإنسان فهى عمل جبار وفى إثيوبيا هناك تراث ومسلات وكنائس مثل كنيسة محفوة من حجر فى صخر واحد، واستغربنا كثيرا عندما سمعنا أن الأهرامات تعود لأربعة آلاف وستمائة عام، لا شك أن كل ذلك يدل عى عراقة هذين الشعبين الإثيوبى والمصرى، ويحتاج إلى جهودنا معًا أن نحافظ على استمرارية هذه العلاقة العريقة.

وتابع البطريرك، من الواضح أن الإنجيل والكتب المقدسة تذكر اسم مصر وإثيوبيا كثيرا وهذا يجمعنا، كما يجمعنا النهر العظيم، وسد النهضة، وعلينا نحن رجال الدين أن نعلم الأجيال الجديدة أن كيف نعزز هذه العلاقات، وهناك التحديات التى تواجهنا جميعا ألا وهى مشكلة العنف الإرهابى والفكر المتشدد، وعلينا التغلب عليها بالتعاليم السوية للدين، وعندما نقوم بتوعية شعوبنا وتعليمهم عينا أن نتكاتف ونبنى المؤسسات التعليمية العليا مثل الجامعات والمدارس والتحلى بقدرات روحية للتغلب على التطرف، وهناك من الخارج من يريد أن يفسد الوئام الذى نعيشه.

وقال بطريرك الكنيسة الإثيوبية نحن فى إثيوبيا نعيش مسلمين ومسيحيين فى سلام، فعندما تحترمنى أحترمك، ونحن نعزز ثقافة التقارب والاحترام ولا نشجع ما دون ذلك، مستطردًا: "سنحل قضية دير السلطان فى القدس فالأخوة بيننا، والتى تربطنا أكبرب من الدير فهو مكان صغير"، وأنهى كلمته نشكر البابا تواضروس ونتمنى أن تتكرر زياراتنا فى المستقبل.


موضوعات متعلقة


بالصور.. فى لفتة إنسانية بمغزى سياسى.. الإمام الأكبر يأمر برفع المشروبات عن جميع الحاضرين بعد علمه بصيام وفد "بطريرك الكنيسة الإثيوبية".. ويؤكد: لا يمكن أن يرتوى أحد من النيل على حساب عطش الآخر









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة