صابر حسين خليل يكتب: الصعيد والتنمية الزائفة

الجمعة، 23 يناير 2015 12:07 م
صابر حسين خليل يكتب: الصعيد والتنمية الزائفة قرية فقيرة فى الصعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرية صغيرة تقبع فى محافظة ما بصعيد مصر، منذ عشرات السنين وهى على حالها، لم يزد عليها سوى بعض الأطباق التى تكسو أسطحها لاستقبال القنوات الفضائية.

هذه القرية تخلو من الصرف الصحى ولا يوجد بها أى رعاية صحية اقتصادها يقوم على الخارج.. نعم على الخارج فمعظم شبابها يعمل فى الدول العربية ويرسل ما يتحصل عليه من نقود لأهله فى تلك القرية.

وليس سفرهم إلا لفشلهم فى الحصول على لقمة عيش كريمة فى بلدتهم. شباب يكافح ليتزوج ويبدأ حياة كريمة، منذ عشرات السنين يشاهد أهل القرية التليفزيون، وحكومة تلى حكومة تتعهد بتنمية الصعيد، والصعيد لم يزل على حاله، قامت ثورة يناير ومن خلفها ثورة 30 يونيو، تعلق أهل القرية بالأمل فى تنمية حقيقية، وجاءت تعهدات الحكومة بأولوية الصعيد فى التنمية.

فهل جاء الوقت ليحصد أهالى الصعيد ثمرة صبرهم وثمرة ثورتين غيرت العالم بأسره ولم تغير مصر فقط، الأيام تمر والشهور تمر، والنبرة العالية تخفت شيئاً فشيئاً وقام بعض المسئولين بافتتاح بعض المشروعات الخدمية وبعض المصانع التى ربما يكون بعضها قد تم افتتاحه من قبل، ما هكذا تورد الأبل يا سعد.

هذه ليست تنمية بل للتنمية أركان لابد القيام بها حتى تكتمل التنمية ومن هذه الأركان ركنى البشر والمكان. الركن الأول البشر: لابد من الاهتمام بتنمية الفرد فهو الأساس وتكون تنميته بالتعليم وتوفير المدارس والجامعات والحرص على القضاء على التسرب من التعليم، وإبداع تخصصات تفيد البيئة الموجودة ومحاربة الأمية التى يعانى منها أكثر من نصف المجتمع الصعيدى. ومن سبل تنمية الفرد إعادة تأهيل الشباب لإلحاقهم بسوق العمل.

والصحة هى ركيزة أساسية للمجتمع فلابد من الاهتمام بالصحة والقضاء على الأمراض المستوطنة فى صعيد مصر مثل الفيروسات الكبدية وأمراض الكلى الناتجة عن سوء مياه الشرب.

أما الركن الثانى من التنمية: فهو المكان وذلك بتهيئة الطرق والبيئة الأساسية للمجتمع الصعيدى.

فهناك معاناة من عدم وجود شبكة صرف صحى فى معظم قرى الصعيد ومشكلات مياه الشرب، وتهالك شبكة الكهرباء والطرق، يحتاج الصعيد إلى مشروعات عملاقة كثيفة العمالة مثل مجمع الألومنيوم بنجع حمادى، يحتاج الصعيد لمحطات توليد كهرباء عملاقة لتخدم المصانع التى يحتاجها المجتمع.

أما الزراعة فقد تركتها معظم أبناء الصعيد لعدم جدواها الاقتصادى فهى لا توفر له متطلباته الأساسية، فعلى الحكومة الاهتمام بها لتوفير مستلزمات الزراعة للمزارع بأسعار مدعمة وتوفير ما يلزمه من أعلاف لحيواناته فالزراعة هى أساس اقتصادنا القومى فتنمية الزراعة هى تنمية لاقتصاد بلد، أيتها الحكومة تنمية الصعيد لا تكون بتصوير أحد المسئولين وهو يفتتح بعض المشروعات الهزيلة، لقد صبر الصعيد عشرات السنوات فهل يصبر عشرات أخرى؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة