أشرف مصطفى الزهوى يكتب: إدى العيش لخبازه والدخلاء يمتنعون

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الاحتفال بذكرى المولد النبوى أن مصر تحتاج إلى ثورة ضمير وأخلاق نعيد فيها بناء الإنسان المصرى وطالب الجميع بالإتقان الحقيقى فى العمل، وبنظرة مدققة نلاحظ أن رئيس الدولة ليس بعيدا عما يحدث على أرض الواقع. وفى حياتنا اليومية مشاهد متعددة تؤكد على سيطرة المادة والمصلحة باتت تسيطر على أغلب تصرفاتنا.

والأمثلة كثيرة ومن الطريف أن تجد الجزارين وقد احترفوا تطفيف الموازين وتحميل المشترى للحوم نسبة من الدهون! وحتى بائع الفاكهة ينادى على الزبائن معلنا عن أسعار وعندما تقترب وتنوى الشراء يفاجئك بأن الثمار الرديئة بالسعر الذى أعلنه وأن الثمار الجيدة بأسعار أغلى.

وفى مجال الحرفيين تجد كل أنواع التلاعب والتحايل من أجل تحقيق أعلى المكاسب؛ حتى عندما تنوى إعادة طلاء منزلك يسعى الصنايعى الذى سيتولى تنفيذ الدهان فى تيسير الأمر عليك من حيث التكلفة وعندما تبدأ فى التنفيذ تفاجأ بطلبات إضافية ومصاريف مضاعفة ويفسر الحرفيين ذلك بأن المطلوب فى البداية جر رجل الزبون. حتى فى مجال الأطباء تجد نسبة منهم وقد أدخلت المريض فى متاهات ومتابعات وتحليلات وأشعات لتحقيق المزيد من الأموال. إنها أزمة الضمير التى تحدث عنها الرئيس.

وعن إتقان العمل فشاعت التعبيرات التى تؤكد ضياعها مثل (التلصقة والكلفتة). والضمير يرتبط بإتقان العمل ولذلك بدأ الرئيس وكأنه يقرأ أفكار الشعب ويشعر بما يشعر به المواطن البسيط الذى يمثل أغلبية الشعب المصرى. ولكى تحيا الضمائر ويعود الإتقان وتنصلح الأخلاق لابد من تضافر الجهود القانونية والإعلامية والدورات التدريبية المتخصصة والترخيصات المدققة لكى نرقى بمستوى الأداء تحت شعار إدى العيش لخبازة والدخلاء يمتنعون.