افتح قلبك مع د. هبه يس.. "أُسِّ الفساد"

الأربعاء، 07 يناير 2015 01:07 م
افتح قلبك مع د. هبه يس.. "أُسِّ الفساد" د. هبه يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل (...) إلى "افتح قلبك" يقول:
أنا شاب متزوج منذ 10 شهور، قضيت منهم شهرا واحدا فقط مع زوجتى، وبعدها سافرت لعملى بالخارج، ولم أتمكن من أخذها معى هذا العام، فأصبحت أصبر نفسى بأنى سأخذ إجازة طويلة بعد فترة وأقضيها معها فى مصر، وبالفعل عدت الآن لأقضى معها 4 شهور هى مدة إجازتى كلها.

إلا أن زوجتى لم تبق معى سوى شهر واحد أيضا، وبعدها غضبت وذهبت لبيت والدتها، وذلك ضغطا على لأنفذ لها رغبتها، والتى هى فى الأساس رغبة والدتها فى أن نغير شقة الزوجية الخاصة بنا، والتى هى فى نفس البناية التى يسكن فيها أهلى، فنحن نعيش فى شقة منفصلة ولكن معيشتنا مشتركة فى كل شىء، أكل وشرب وأعمال المنزل، هكذا جرت العادة فى مجتمعنا الريفى.

بالرغم من أنى لم أعرف زوجتى قبل الزواج، وبالرغم من قصر المدة التى قضيناها سويا، إلا أنى أحببتها، وكنت أشعر بأنها هى أيضا تحبنى وتنتظر رجوعى بفارغ الصبر، لكنها لم تستطع الوقوف فى وجه (وسوسة) أمها التى تريد لابنتها أن تبقى بجانبها لمساعدتها، مع أنى لم أمانع أبدا فى أن تزورها كثيرا طوال فترة سفرى، وأن تكون إلى جوارها فى أى وقت.

حماتى كانت زوجة مسيطرة، وحماى رحمه الله كان يعمل بالخارج هو أيضا، ويرسل لها كل ماله لتتصرف هى فيه كيفما تشاء، ومن الواضح أنها تريد أن تجعل من ابنتها نسخة منها، ومنى نسخة جديدة من حماى، وهو الشئ الذى لا أقبله، فأولا أنا لا أريد أن أترك أهلى، لأننا أصلا أسرة صغيرة جدا (أب وأم وأخ آخر فقط)، وأمى سيدة طيبة جدا وليست كبقية الحموات، وثانيا لأنى لا أريد أن أترك زوجتى فى شقة بمفردها أثناء سفرى تخرج وتدخل دون علم أحد، وثالثا أنا لا أقبل (لوى الذراع) الذى تفعله حماتى معى الآن، فهى تعرف جيدا أن إجازتى مهما طالت فهى قصيرة، وأنى حتما سأضطر إلى حل المشكلة قبل عودتى لعملى، وبالتالى قد انكسر أمامها وأقبل بطلبها.

تدخل الكثير من أهلى للصلح بيننا، لكنهم لم يوفقوا، حتى إن حماتى أصبحت لا تقابلهم بحجة أنها متعبة أو مريضة أو أى شىء، حتى تقطع أى سبيل للتفاهم، فإما أن أنفذ لها رغبتها وإما أن تفرق بينى وبين زوجتى.

ماذا أفعل فى زوجتى التى تمشى وراء أمها، وفى حماتى التى هى (أس الفساد)، والتى لا ترى أنها (بتخرب) على بنتها، وفى إجازتى التى تنقضى يوما بعد يوم؟.

وإليك أقول:
مشكلتك شائعة جدا فى المجتمعات الريفية، وإذا أردت الإنصاف فكلاكما معه حق، فأنت لك كل الحق فى أن تحب أن تبقى بجوار أهلك، وأن تكون مطمئنا على زوجتك فى غيابك، وأن ترفض أن تجبرك حماتك على وضع لا تحبه، والذى هو عكس اتفاقكم من البداية، فمن المؤكد أنها كانت تعرف أن ابنتها كانت ستتزوج فى بيت عائلة من أول يوم.

لكن هى أيضا معها حق، فصحيح أنها قبلت بهذا الوضع وكانت تعرفه من قبل، لكن الواقع غير التوقع، فأحيانا تكون الحياة الفعلية مخالفة تماما لما كنا نعتقده أو نظنه، فحتى لو كانت أسرتك طيبة ووالدتك لطيفة وليست مثل كل الحموات- كلنا نعتقد أن أمهاتنا هكذا بالمناسبة- لكنه من الجائز جدا أن زوجتك لم تتأقلم مع الحياة المشتركة تلك، فالحياة فى بيت عائلة يلغى خصوصية الزوجين إلى حد كبير، ويفرض عليهما الحياة بقوانين العائلة وليس تبعا لما يرون هم لأنفسهم وبيتهم.

وأرجو أن تفهمنى حين أقول ذلك، فأنا لا أتهم عائلتك أبدا بأى شىء، وأصدقك فى أنهم يعاملون زوجتك بلطف، لكن تأقلم الطباع قد لا يحدث بينهم وبينها بالرغم من هذا، أو قد تجد نفسها مجبرة على فعل أشياء هى لا تريدها لمجرد وجودها بينهم، فمثلا ستكون مضطرة للبقاء بكامل ثيابها- خاصة لو كانت محجبة- طوال اليوم نظرا لوجود أخوك، وقد تضطر إلى الطهى أو التنظيف أو غيره فى أوقات هى لا تريد فيها ذلك فعلا، لأنها لن تستطيع رفض مساعدة والدتك أو التملص منها، وقد تجد نفسها مجبرة على شرح جدول تحركاتها خطوة بخطوة، بل وعلى تبريره أيضا نظرا لأنها فى ولاية أسرتك وتعيش فى بيتهم.. كل هذه أشياء قد لا تنتبه لها أنت، وقد لا تعتبرها مشكلة من الأساس، لكنها أشياء تؤرق أى زوجة فى مكان زوجتك، وهذا ليس رأيى وإنما هذا ما سمعته كثيرا ممن مررن بنفس المشكلة.

سيدى يؤسفنى أن أخبرك أنه لا حل سريع لمشكلتك، فأنت تواجه معركة (طول نفس)، لهذا لا تصدم إذا قلت لك أنك ربما لن تتمكن من إعادة زوجتك إلى بيتك هذه الإجازة، طبعا هذا شىء سخيف، وغير مقبول، وأتفهم تماما أنه يعنى تنغيصا لإجازتك وهدما لأحلام كثيرة كنت قد رتبتها لهذه الإجازة، لكن حماتك وزوجتك يلعبان على هذا الوتر تحديدا، هم يعرفون أنك فى عجلة من أمرك، وأن مرور الوقت ليس فى صالحك، بل فى صالحهم هم بكل تأكيد، لأنه سيزيد من الضغط عليك.

لهذا إذا كنت لن تغير موقفك بشكل مؤكد فعليك أن تصبر، واتركها هى وأمها يركضون وراءك، ويتساءلون أين أنت؟، ولماذا اختفيت ولم تعد تسأل عنهم، يجب أن تصلهم رسالة أنه ليس هناك حل آخر غير قبول الوضع القائم، وأنه لا سبيل للتنازل والتراجع حتى ولو مرت إجازتك.

أما إذا كان هناك مجال لتغيير مكان إقامتك- وهذا ليس شيئا معيبا على فكرة- فلتنفذ، فأنا أكاد أجزم لك أن هذا الموضوع سيصبح مشكلة حياتك المزمنة، ولن تكون تلك هى آخر إجازة تعانى فيها من هذا الإشكال، فأنا أحدثك عن خبرة بتجارب كثيرة لم تنته فيها المشاكل إلا بعد أن انفصل الزوجان بالفعل عن أهلهما.

لكن هناك حل ثالث لا أعرف لماذا لم تفكر فيه، لماذا لا تعجل باصطحاب زوجتك معك إلى حيث تعمل؟، ابذل جهدا فى إنهاء إجراءات سفرها معك، وحينها لن تكون مضغوطا بعامل الوقت، وستكون خارج سيطرة حماتك بكل معانى الكلمة.

حتى لا تفهم كلامى على أنى أدافع عن زوجتك، هى مخطئة، وأمها مخطئة أكثر منها، لكن زوجتك ما زالت صغيرة وقليلة أو عديمة الخبرة، لهذا أرجو ألا تحاسبها على صلابة رأى والدتها، التى لم تعتد بعد أن تخرج عن طوعها أو تكسر لها كلمة.

فكر جيدا وبعيدا عن تأثير الجميع، أهلك وزوجتك وأمها، هل ترى أن هناك إمكانية لتغيير شقتك تجنبا لكثير من المشاكل فى المستقبل؟ أم أن ذلك من رابع المستحيلات؟، لو كان كذلك اتصل بزوجتك واخبرها بأن هذا رأيك النهائى، وأنك لن تغيره، وأنها لو أرادت أن تكمل حياتها معك وتحافظ على بيتها، فلتعود وتقبل بهذا، وإلا فإنك لن تسأل عنها ثانية حتى ولو انتهت إجازتك وعدت إلى عملك وهى بعيدة عنك.

أعرف أنه صعب أن يحدث ذلك، لكن تذكر أن الغلبة ستكون للأكثر تحملا وصبرا، وزوجتك وأمها فى حاجة إلى التأكد من أنك جاد فى موقفك، وأنك لن تغيره مهما حدث، حينها وحينها فقط سيعيدا حساباتهما ويتراجعان عن خطتهما.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبه يس: Dr. Heba Yassin









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة