اليسار المصرى يواصل إهدار الفرص..أحزاب اليسار تغيب عن المنافسة فى انتخابات النواب المقبلة وتعانى قلة التمويل وغياب الرؤية والانقسامات

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015 12:24 م
اليسار المصرى يواصل إهدار الفرص..أحزاب اليسار تغيب عن المنافسة فى انتخابات النواب المقبلة وتعانى قلة التمويل وغياب الرؤية والانقسامات البدرى فرغلى
تحليل يكتبه:سليمان شفيق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تبدأ انتخابات المرحلة الأولى من مجلس النواب، ويشكل مرشحو اليسار المصرى أقل من 2% من عدد المرشحين، رغم أن أحزاب اليسار الموجودة إعلاميا «11» حزبا: التجمع الوطنى، التحالف الشعبى، الاشتراكى المصرى، والشيوعى المصرى، والأحزاب الناصرية: الحزب العربى الديمقراطى الناصرى، الكرامة، التيار الشعبى، الوفاق القومى، والمؤتمر الشعبى الناصرى.

غابت شعارات العدالة الاجتماعية، وشعارات الاشتراكية والعمال والفلاحين، وافتقد الوطن مذاق اليسار الخاص، رغم أنه منذ انتخابات 1976 وحتى انتخابات 2010، تسعة برلمانات لعب فيها اليسار أدوارا مهمة، وكان متوسط نواب اليسار «يساريين وناصريين» لا يقل عن عشرة نواب، منهم خالد محيى الدين وكمال أحمد والبدرى فرغلى وحمدين صباحى وقبارى عبدالله، وضياء الدين داود، وأبوالعز الحريرى وغيرهم، ولا ننسى أن الرئيس الأسبق السادات أقدم على حل مجلس الشعب بعد انتفاضة يناير 1977، بسبب نواب اليسار واستقطابهم لآخرين مثل الراحلين: المستشار ممتاز نصار ود. محمود القاضى وعادل عيد وغيرهم مما أدى إلى حل السادات للمجلس وإسقاطهم جميعا بالتزوير عدا المستشار ممتاز نصار الذى استطاع فى دائرة البدارى بأسيوط حماية الصناديق بالسلاح، ولن تنسى الحياة البرلمانية استجوابات البدرى فرغلى عن الفساد أو استجوابات أبوالعز الحريرى عن فساد أحمد عز.. ترى أين اليسار الآن من معركة مجلس النواب 2015؟ وأين شعارات العدالة الاجتماعية؟

تيار الفرص الضائعة:


جاءت لليسار فرصتان كبيرتان لم يستغلهما، ثورة 25 يناير والتى قدم فيها اليسار الشهداء والجرحى، وكتبت بدمائهم شعار: «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية» وتسربت هذه الفرصة بسبب التركيز على آليات التظاهر والاحتجاج وعدم وضوح الرؤية، ثم الفرصة الأخرى، التى بدأت بعد حصول حمدين صباحى على ما يقارب الخمسة ملايين صوت فى معركة الرئاسة 2012 «21% تقريبا» من الأصوات، وتأسس من خلالها التيار الشعبى، ولكن عدم وضوح الرؤية والانقسامات، والذاتية أضاعت الفرصة الأخرى، وربما تكون الأخيرة لسنوات قادمة ليست بالقليلة.

متاهة اليسار فى دهاليز اليمين والطعون فى القوانين


لأول مرة فى تاريخ اليسار يراهن الفصيل الأكبر «التجمع الوطنى» على التحالف مع اليمين انتخابيا «الجبهة المصرية» ولكن أحزاب اليمين تركت التجمع على قارعة الطريق بلا غطاء سياسى.. ولقلة خبرة القادة الجدد للتجمع ولابتعاد السياسى المخضرم رفعت السعيد عن المشهد خسر التجمع سياسيا وانتخابيا، على عكس انضمامة للكتلة المصرية فى انتخابات 2012.

كما حاول حزب التحالف الشعبى تشكيل كتلة ديمقراطية منه والحزب الاشتراكى المصرى والشيوعى المصرى، وكعادة اليسار فشلت التجربة، وعلى نفس الطريق صار عبدالحكيم عبدالناصر فى توحيد الأحزاب الناصرية «الحزب العربى الديمقراطى الناصرى، الكرامة، التيار الشعبى، الوفاق القومى، والمؤتمر الشعبى الناصرى» وفشلت المحاولة.

ومثلما حاول «التجمع» الالتحاق بالجبهة وفشل، حاولت باقى أحزاب اليسار الالتحاق بقائمة صحوة مصر، ولكن أصحاب الصحوة انسحبوا لأسباب مالية وتكاليف الكشف الطبى، هكذا تكاد تكون قائمة «فى حب مصر» قد خلت من اليساريين، و«صحوة مصر» انسحبت، الأمر الذى قد يؤدى إلى عدم نجاح يساريين فى القوائم «رغم أنهم أقلية سياسية كان يجدر أن يمثلوا».

سبق ذلك إضاعة اليسار لكثير من الوقت فى محاولات الطعن فى دستورية القوانين المنظمة للانتخابات، أو فى دعوات البعض منهم للمقاطعة، ولا يمكن أن نغفل سلاح المال والفقر الاضطرارى لقوى اليسار.
هكذا تبدأ المعركة الانتخابية بلا سياسة وبلا بعد اجتماعى وبلا برامج نتيجة غياب اليسار، ومن ثم فإن غياب اليسار ينبئ بتوحش اليمين الرأسمالى أو الدينى، والأخطر تراجع البعد العلمانى رغم ضجيج البعض فى محاولة حل الأحزاب الدينية.. كون تلك المحاولة ترتكز على أسباب انتخابية لأن خطابات الأحزاب الليبرالية خلت من أى مضامين علمانية، كما أن المعارضة الاجتماعية ستتراجع لأن رؤية الأحزاب الليبرالية وأحزاب «الوطنى المنحل» لا تختلف كثيرا فى القضية الاقتصادية والسوق الحر وربما لا تختلف أيضا مع الاتجاهات الاقتصادية لحزب النور.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة