بطل هذه القصة التى أصبحت حديث أهالى العريش، الشاب "طلعت حسين عبدالله"، 22 سنة، ويعمل فى ورشة إصلاح إطارات بمنطقة جسر الوادى بالعريش، وهى ورشة يمتلكها "زوج والدته" المريض المقعد والمصدر الوحيد لمعيشتهم، حيث يرعى والدته وزوجها و3 أشقاء من والدته فى مراحل تعليمية مختلفة، والذين لأجل ظروفهم ترك التعليم بالمعهد الهندسى بالعريش، وحلمه أن يصبح مهندس كمبيوتر، متحديا ظروف زرعه الكلى التى تبرعت له بها والدته فى طفولته بعد إصابته بمرض الفشل الكلوى.
وقائع القصة
وتعود وقائع القصة كما رواها "طلعت" لـ"اليوم السابع" عندما حضر لورشته أحد الزبائن الجدد لإصلاح إطار سيارته، وكما يقول أخبره هذا الشخص، أنه فى عجلة من أمره، ولم يكن هناك من حل إلا الاستعانة بالإستبن الخاص بالسيارة وتركيبه، وقام هو وصاحب السيارة بإنزال أكياس وشنط كانت بشطنة السيارة ليتمكن من إنزال الإستبن وتركيبه.
العثور على حقيبة
وبعد انتهائه من عمله أعاد كل شىء لحاله، ومضى الزبون بسيارته التى كانت ماركتها مميزة وغير موجودة بالعريش.
وأضاف، أنه عند انتهاء عمله آخر اليوم، وتحديدا قبيل المغرب وأثناء تنظيفه الورشة، فوجئ بوجود حقيبة، من حاجيات الشخص التى أنزلها من السيارة، وارتبك بشدة وقرر أن لا يقترب منها وبقى منتظرا حتى ساعة متأخرة من الليل عسى أن يعود لها صاحبها، مؤكدا أنه أصابه الخوف من الحقيبة وعدم اهتمام صاحبها بها وعودته إليها، وقام بفتح جانب منها ليفاجئ أنها وعلى حد قوله "مرصوصة" أوراق نقدية لأول مرة فى حياته يشاهد كميتها وأغلقها على الفور وهو فى حالة ارتباك شديد، وأخفى الحقيبة وفى اليوم الثانى انتظر عودة الشخص دون فائدة، وتذكر أن سيارته كانت تحمل "بادج" اسم شركة مقاولات شهيرة، وعلى الفور توجه لمكتبها بحى المساعيد غرب العريش وسأل الموظفين عن صاحب السيارة بعد أن أعطى مواصفاتها لهم، وبعد مماطلة تمكن من معرفة عنوانه ورقم هاتفه، وتبين أنه مهندس يأتى للعريش للعمل، وهو يقيم فى حى الجولف بالقاهرة.
وجد الهاتف مغلقا فاستقل سيارة خاصة فجرا متوجها لصاحب الحقيبة
والشاب اتصل برقم هاتف الشخص ليفاجأ أن هاتفه مغلق، وفى ثالث يوم للواقعة فجرا استقل سيارة خاصة برفقة أحد أصدقائه متوجها للعنوان، وبحوزته المبلغ الذى لم يخبر بأمره أهله وصديقه، بعد أن وضعه وسط ملابس فى حقيبته، وكما يقول إنه لأول مرة فى حياته يسهل الطريق أمامه ويصاب بثبات وعدم ارتباك، وخلال ساعات محدودة وصل لمشارف القاهرة وعاود الاتصال بصاحب المبلغ، ليجد تلفونه مفتوحا وأخبره أنه يريد أن يراه دون أن يعرفه من هو، وبعد إلحاح أعطاه الشخص عنوان مكان للمقابلة بمنطقة مصر الجديدة بجوار أحد المطاعم الشهيرة.
الوصول للقاهرة
وعند وصوله للقاهرة، ترك صديقه يذهب لقضاء مصالحه واستقل هو مواصلتين سيرفس حتى وصل للمكان وانتظر وبالفعل حضر الشخص الذى ما أن رآه حتى بدا وكأنه يتذكره، وعلى الفور أخرج من حقيبة ملابسه النشطة الصغيرة التى بها المبلغ الذى لم يكن يعرف قيمته وقال له هذا ما نسيته عندى.
ذهول صاحب الحقيبة
وبحسب وصف هذا الشاب الأمين، أن صاحب المبلغ أصيب بالذهول وبقى لدقائق لا يتحدث ثم أخذ حقيبته ودعانى للذهاب معه للمنزل إلا أنى رفضت وقلت أنى على عجل وأريد العودة ودخول العريش قبل سريان موعد حظر التجوال بها، وأمام رفضى دعانى لتناول وجبة طعام الغداء فى المطعم المجاور، وبعد انتهاء الطعام قال لى إن نصيبى من هذا المبلغ 23 ألف جنيه حق شرعى، وأنه لا يمكن أن يسلمنى المبلغ فى الشارع وضرورة أن نعود لمنزله لأتسلم المبلغ، ولكنى رفضت ورجوته أن يتركنى لحالى وأنى أحتسب ذلك لوجه الله وعدت للعريش بعد معاناة وألم نفسى وخوف من ضياع الأمانة.
لم يخبر أحدا
وأضاف أنه لم يخبر أحدا بذلك حتى فوجئ بمن يخبره أن الموضوع أصبح متداول بعد أن نشر أحد أصدقاء صاحب المبلغ قصة عودته على صفحات التواصل الاجتماعى، وكيف أن الرجل باع عقارات فى العريش ليفاجأ بعد وصوله لمنزله بعد رحلة بين عدة محافظات بفقد المبلغ ولا يعرف أين ليفاجأ بشاب يبحث عنه ويسلمه المبلغ وأن هذا الشاب ميكانيكى من العريش أصلح فى ورشته إطار سيارته.
وقال إنه سعيد بشعور الناس حوله وهى سعادة جاءت فى الوقت المناسب، حيث فوجئ أن صاحب العقار الذى يستأجر منه محل ورشته يطالبه بالخروج لعجزه عن توفير الإيجار لعدة شهور بسبب تراجع حركة العمل فى العريش، وأنه خلال هذه الفترة يحاول تدبير المبلغ الذى يصل إلى نحو 1500 جنيه شهريا إضافة إلى 1000 جنيه إيجار منزل أسرته ونفقاتها.
