"اليوم السابع" داخل مصحة لعلاج الإدمان يديرها كهربائى و4 عاطلين بحدائق الأهرام..المتهمون جذبوا ضحياهم عن طريق النت.. وأربعة آلاف جنيه مقابل دخول المصحة.. والضحايا: "كانوا بيحبسونا ويعالجونا بالمهدئات"

بحثاً عن الثراء السريع دون مراعاة لحياة شباب فكر فى التوبة والإقلاع عن تناول المخدرات، فهداهم تفكيرهم الشيطانى لإنشاء مصحة علاجية لعلاج الإدمان، متخذين بعض الوسائل التى تعلموها من على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" طرق لعلاج المدمنين واستخدام عقارات مهدئة لا تصرف إلا بمعرفة الطبيب، فى المصحة التى قاموا بإنشائها بمنطقة حدائق الأهرام.

على مسافة 50 مترا من البوابة الرئيسية لمنطقة حدائق الأهرام، يوجد فيلا شهيرة فى المجاورة رقم أ معروفة بالمنطقة بمصحة المدمنين، جميع من يعيشون فى المنطقة يعرفون تلك المصحة التى أنشأها أحد الأشخاص منتحلاً صفة طبيب، رغم أنه يمتهن مهنة كهربائى، بعد أن قاده تفكيره فى المتاجرة فى علاج إدمان الشباب من المخدرات مستعيناً ببعض رفقاء السوء.

تفاصيل الواقعة بدأت بقيام مباحث الجيزة، بالقبض على 5 أشخاص يديرون مصحة لعلاج مدمنى المخدرات بدون ترخيص بمنطقة الهرم، وتبين أن المتهمين يستقطبون راغبى العلاج من الإدمان مقابل حصولهم على مبالغ مالية وبدون الاستعانة بأى طبيب متخصص، وتبين وجود 11 نزيلا بالمكان، وتم إخطار النيابة للتحقيق.

وكشفت التحريات المباحث التى أشرف عليها اللواء مجدى عبد العال مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، والمقدم أسامة عبد الفتاح رئيس مباحث قسم الهرم بقيام كهربائى و4 عاطلين بتحويل فيلا بمنطقة حدائق الأهرام لمصحة لعلاج الإدمان دون ترخيص، وعلى الفور داهمت قوة أمنية الفيلا، وتمكنت من ضبط 5 أشخاص مسئولين عن إدارة المصحة غير المرخصة، وتم ضبط 11 نزيلا من الراغبين فى العلاج من الإدمان.

وبمواجهة المتهمين، اعترفوا بحصولهم على مبالغ مالية من راغبى العلاج مقابل الإقامة فى الفيلا وحقنهم ببعض الأدوية، وتبين أن المتهمين لايستعينون بأى طبيب متخصص، وتحرر محضر بالواقعة وباشرت النيابة التحقيق.

وانتقل "اليوم السابع" إلى وكر علاج المدمنين بمنطقة حدائق الأهرام، وتبين أن الفيلا مكونة من 4 طوابق يحيطها عدد من العمارات الكبيرة، موجودة بجوار البوابة الأولى لمنطقة حدائق الأهرام، الفيلا لا يوجد عليها لافتة تشير إلى وجود مصحة لعلاج المدمنين، وأغلب سكان المنطقة يعرفونها، والبعض كان يعتقد أنها فندق حيث كان يأتى إليها أشخاص من خارج المنطقة ويعيشون فيها لعدة أشهر.

حاولنا مقابلة عدد من الجيران للحديث عن مداهمة الفيلا التى كانت مصحة لعلاج المدمنين دون الحصول على تراخيص، أحد السكان ويدعى محمود حسن قال: "كنت أعلم أن الفيلا مصحة لعلاج المدمنين، وأن السكان كانوا متضررين، خاصة أن الأهالى كانوا متخوفين من قصة وجود مصحة للإدمان فى المنطقة، لأن الفيلا مملكوة لأحد الأشخاص المسافرين فى السعودية، وتم تأجيرها وأنشىء فيها مصحة لعلاج الإدمان".

ويقول سيد حسن حارس عمارة، "أنا كنت موجود أمام العمارة المجاورة للفيلا، وفوجئت بقوات الأمن تقتحم الفيلا وداهمت المنطقة بالكامل، وألقت القبض على جميع من كانوا بداخل الفيلا وتم اقتيادهم إلى قسم شرطة الهرم، وتم القبض على مؤجر الفيلا، وهو كان يوهمنا بأنه طبيب، واكتشفنا بعد القبض عليه أنه "كهربائى"، وأحنا كنا بنشوف أشكال غريبة بتأتى للفيلا يومياً".

وبمناقشة الأشخاص الذين كانوا متواجدين فى المصحة، قالوا: "إنهم تعرفوا على مصحة علاج الإدمان عن طريق النت، وأنهم تواصلوا مع صاحبها، وبدأنا نتجه إليها للعلاج من الإدمان، وكنا نقيم لعدة أشهر فى المصحة، ولم نكن نعلم أنها غير مرخصة، وأن الأشخاص القائمين عليها يمتهنون مهنا أخرى وأنهم نصابين، واعترفوا بأنهم تقاضوا مبالغ مالية كبيرة منهم وصلت إلى 4 آلاف جنيه مقابل العلاج داخل المصحة، وكانت مراحل العلاج فيها حبس فى غرف مغلقة، وتناول برشام مهدئات".

وباقتياد المتهمين للنيابة العامة وبمناقشتهم بما جاء فى تحريات المباحث أنكروا علاقتهم بوجود مصحة لعلاج الإدمان، وأن الأشخاص الذى كانوا متواجدين فى الفيلا كانوا يقيمون بها لأنها فندق وليست مصحة لعلاج الإدمان، وبمناقشتهم بالمضبوطات والتى كانت عبارة عن أدوية ومهدئات أنكروا علاقتهم بها، فقررت النيابة حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.