بالصور.. فاكهة "الكلمنتينا" تحتل عرش الموسم الزراعى بشمال سيناء.. انتشار مزارعها برفح والشيخ زويد على مساحة 21 ألف فدان.. وانقطاع الكهرباء والظروف الأمنية أبرز تحديات الموسم هذا العام

احتلت فاكهة "الكلمنتينا" عرش موسم فواكه شمال سيناء هذه الأيام، وتحدى مزارعوها فى مدينتى رفح والشيخ زويد،قيود الظروف الأمنية، وتردى الخدمات ووقف الحركة على الطرق المؤدية للمزارع، وباشروا قطفها.

بدورها لم تنقطع قوافل التجار القادمين من شتى محافظات الجمهورية لنقلها إلى أسواق مختلفة بالمدن المصرية.

اليوسفى السيناوى

وتعد فاكهة "الكلمنتينا"، محصول زراعى متميز فى شمال سيناء شبيه باليوسفى من حيث الشكل بطعم مختلف، وتسهيلا لترويجه يطلق عليه التجار فى أسواق المحافظات "اليوسفى السيناوى"، إذ لا تٌنتج زراعة هذا النوع فى الفاكهة إلا فى شمال سيناء ويبدأ الموسم من أواخر شهر أكتوبر من كل عام حتى نهاية نوفمبر.

"أحمد سعيد" أحد المزارعين، قال إنهم بدأوا زراعتها ونشرها بمناطقهم قبل 40 عاما، وعرفت وانتشرت فى غضون الـ 20 عاما الأخيرة حتى أصبحت المحصول الرئيسى المزروع بمناطق ساحل مدينتى رفح والشيخ زويد، وخلال الموسم تنتعش الحياة فى المنطقة إذ يحضر التجار القادمين من مختلف أنحاء الجمهورية، ويقبل على المنطقة المئات من العمالة اليومية لشباب وسيدات من سيناء وخارجها، فضلا عن تشغيل سيارات النقل والنصف نقل بالمنطقة.



وأضاف "سامى"، أحد التجار المحليين برفح، إنه يقوم بشراء المحصول من المزارعين وبيعه فى سوق العريش، وبدأوا العمل منذ اسبوعين بواقع أسعار تتراوح من جنيه واحد إلى جنيهين للكيلو.

ظروف مختلفة هذا العام

"محمود على" مزارع، أوضح أن محصول هذا العام له ظروف مختلفة، حيث عصفت بمناطقهم ظروف أمنية بالغة الصعوبة ونال مزارعوهم حظا وافرا منها، من بينها تجريف مساحات لعمل المنطقة العازلة برفح، ومساحات أخرى بجوار الطرق الرئيسية، فضلا عن تأثر الأشجار بتردى الخدمات وانقطاع التيار الكهربائى لأيام ووقف ريها إذ تعتمد على الرى من مياه آبار جوفية تعمل بالكهرباء، وهو ما أدى إلى إصابة مساحات واسعة بحالة عطش أثرت على نسبة الإنتاج وحالة الثمار، تمثلت فى ضمور الثمار وسقوطها قبل النضج.

بوادر نجاح للموسم

وأشار "سليم" أحد الشباب العاملين فى جنى ثمار "الكلمنتينا"، أنه رغم كل التحديات فقد بدأت بوادر نجاح للموسم، حيث يأتى التجار وأسعار هذا العام مرتفعة ومناسبة.

وقال "محمدى عبدالرحمن"، و"سالم محمود" من تجار الفواكه القادمين من سوق العبور بالقاهرة لشراء "الكلمنتينا"، إنهم حريصون منذ عشر سنوات على نقل كميات من هذه الفاكهة للسوق وترويجها بمحافظات مصرية مختلفة نظرا للإقبال عليها لتميز طعم هذه الفاكهة.

وأوضحوا أنه جرت العادة أن يقيموا فى رفح بعد أن يشتروا الثمار من المزارعين ويقطفونها بمعرفتهم ولكن ظروف هذا العام الأمنية أربكت حساباتهم، فالطريق بين العريش ورفح ليس مأمونا لهم ومن يتبعهم من السائقين، وهو ما اضطرهم إلى استئجار مكان بالعريش والذهاب إلى رفح بحسب الظروف لساعات محدودة فى النهار لشراء ما يتيسر وإعادة تجميعه فى العريش.

21 ألف فدان

من جانبه قال المهندس عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، إن إجمالى المساحة الرسمية لمزارع "الكلمنتينا" 21 ألف فدان، وهى مساحة تراجعت نتيجة إزالة أشجار من المزارع لأسباب أمنية فى مناطق تشهد عمليات برفح، وتابع: "يعتبر محصول شمال سيناء الرئيسى من الفاكهة إلى جانب الخوخ، وبذل المزارعون جهود مضنية حتى نجحوا بعد أن قاموا باستصلاح أراض رملية وعرة على ساحل مدينتى رفح والشيخ زويد وحولوها لمساحات خضراء بعد حفر آبار مياه لريها، وتنجح الزراعة فى هذه المنطقة لوجود مياه عذبة وهى تنقسم لأنواع "الجبالى"، و"البوركت"، "بخال الصغير"، "اليوسفى الصينى".