وتزداد نسبة الإصابة بمرض السكر فى الدول النامية عن الدول المتقدمة، حيث ترتفع نسبة الإصابة إلى 20% فى بعض الدول العربية، أما مصر فتحتل المركز التاسع على مستوى العالم من حيث ارتفاع نسبة الإصابة فتصل إلى حوالى 16% من إجمالى السكان فوق سن العشرين.
وهناك حوالى 7.5 مليون مصرى مصاب بالسكر ومعظمهم لا يتلقون العلاج اللازم، وهناك أيضًا 8% من المصريين البالغين معرضين للإصابة بالمرض، ولديهم استعداد للإصابة بالسكر، وبالتالى فإن ربع المصريين البالغين معرضون للإصابة، بالمضاعفات العديدة لمرض السكر.
وتقول الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ السكر والغدد الصماء بطب قصر العينى، ورئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم، إن 10% من إجمالى الإنفاق على العلاج فى القطاع الصحى يذهب إلى الإنفاق على مرض السكر، وأن حوالى 80% من هذه الميزانية تنفق على علاج مضاعفات السكر، مثل فقدان البصر، والفشل الكلوى، وأمراض القلب، وبتر القدمين.
السمنة وعدم ممارسة الرياضة سبب انتشار مرض السكر
وأشارت الدكتورة إيناس شلتوت، إلى أن أسباب الإصابة بمرض السكر تكمن فى زيادة الوزن والسمنة، وخاصة بين الشباب والأطفال بسبب قلة الحركة، وكثرة تناول السكريات وعدم ممارسة الرياضة وسهولة المواصلات واستخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل خاطئ، والتى أدت إلى قلة المجهود الجسمانى المبذول.
وأضافت الدكتورة إيناس شلتوت، أنه إذا قارننا كمية السعرات الحرارية التى كنّا نتناولها فى السبعينيات، بكمية السعرات الحرارية التى نتناولها الآن، لوجدنا زيادة كبيرة فى عدد السعرات الحرارية تصل إلى زيادة 500 أو 1000 سعر حرارى، ويرجع هذا لانتشار الأغذية والمشروبات التى تحتوى على سعرات مرتفعة مثل المياه الغازية، والعصائر، والبيتزا، والساندويتشات، والمعجنات وأنواع الحلوى المختلفة من حلويات غربية وشرقية ومصرية، موضحة أن جميع الأعياد نحتفل فيها بكل أنواع الأطعمة والحلوى المختلفة.
وقالت، كلما زادت نسبة الدهون مقارنة بالألياف فى الطعام، زادت احتمالية الإصابة بمرض السكر، وتعتبر السمنة عاملاً هامًا فى الإصابة بمرض السكر لـ70% من السيدات المصريات مصابات بالسمنة، و50% من الرجال المصريين مصابون بزيادة الوزن.
وأشارت إلى أن الأشخاص الذين لديهم أقارب يعانون من مريض السكر من الدرجة الأولى، أكثر عرضة للإصابة بالمرض، وأيضًا المصابين بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول، وإن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض السكر الفتيات المصابات بمرض تكيس المبايض.
وأوضحت الدكتورة إيناس شلتوت، أن سبب انتشار السكر من النوع الثانى وخاصة فى الشباب والأطفال هو انتشار السمنة أيضًا، والاعتماد على الوجبات السريعة والمياه الغازية وتغيير نمط غذاء الأطفال من الأطعمة الغنية بالألياف والفيتامينات والأملاح، والخضار والفاكهة والبقوليات إلى الغذاء المشبع بالدهون، موضحة أن التغييرات الهرمونية المصاحبة لزيادة الوزن، وانعدام ثقافة ممارسة الرياضة، بين الأطفال والشباب وعدم الاهتمام بحصص الرياضة فى المدارس، علاوة على التدخين وانتشار ظاهرة تدخين الشيشة فى المقاهى، والكافيهات والجلوس ساعات طويلة أمام شاشات التليفزيون والكمبيوتر، أدى إلى أن أصبح هناك واحد من كل 5 أطفال فى مصر تقريبًا مصاب بالسمنة، وعند إجراء تحليل مستوى السكر فى الدم نجد 10% منهم مصابون بارتفاع نسبة السكر بالدم.
وأشارت إلى أن الأطفال والشباب المصابون بالسكر من النوع الثانى 85% منهم مصابون بالسمنة، ولديهم تاريخ وراثى فى العائلة للإصابة بالسكر، موضحة أن خطورة هذا النوع من مرض السكر، فى الأطفال والشباب هو حدوث مضاعفات على الأوعية الدموية، فى بداية المرض وانتشار المضاعفات على العين والكلى والقلب والأعصاب مبكرًا كما يكون هؤلاء الشباب أكثر عرضة للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون فى الدم مبكرًا.
أولى خطوات الوقاية من مرض السكر تقليل الدهون والسكريات
وقالت الدكتورة إيناس شلتوت من الممكن الوقاية من مرض السكر باتباع نظم غذائية تحتوى على عدد أقل من السعرات الحرارية، مع الابتعاد عن الدهون والسكريات، والإقلال من الوزن بحوالى 7% من الوزن المبدئى، والثبات على معدل الوزن الجديد، ومن المهم جدًا ممارسة الرياضة بشكل جاد نصف ساعة، خمس مرات إسبوعيًا أو ساعة ثلاث مرات فى الأسبوع، وأثبتت الأبحاث أن استخدام أدوية السكر مثل المتفورمين أو استخدام الأدوية، التى تنشط الأنسولين يساعد على منع الإصابة بمرض السكر.
مصر تمثل رقم 9 عالميًا فى نسب الإصابة بمرض السكر
ومن جانبه، قال الدكتور محمد قمر، رئيس جمعية السكر والغدد الصماء بالشرقية، إن "مصر أقل من دول الخليج فى نسب الإصابة بمرض السكر، ولكننا لا نستطيع الإنفاق على مكافحته مثل الدول الأخرى"، موضحًا أن نسب الإصابة 7.6 مليون فى البالغين، وتشكل مصر الدولة رقم 9 ضمن دول العالم فى الإصابة بالمرض، ومن المتوقع أن تصل إلى المرتبة الثامنة بعد 10 أعوام.
وأضاف الدكتور محمد قمر، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، "ينتشر مرض السكر فى مصر، نظرًا لقلة ممارسة الرياضة والحركة، بالإضافة إلى العادات الغذائية السيئة، مثل تناول وجبة كبيرة فى المساء قبل النوم مباشرة يكثر فيها المواد الدهنية والنشويات مثل الأرز والمحشى، والمقليات مثل البطاطس والطعمية والبانية، والإفراط فى تناول المشروبات الغازية، والحلويات والعجائن، وعدم النوم الصحى والسهر، حيث إن هذا من شأنه أن يغير من فسيولوجيا الجسم مؤديًا بذلك إلى السمنة، ويتبعها الإصابة بمرض السكر، حتى انتشرت السمنة بين الأطفال، وأصبح مرض السكر الذى كان يصيب الكبار فقط أصبح يصيب الأطفال والشباب أيضًا فى سن المراهقة"، مشيرًا إلى ضرورة ممارسة المشى 5 أيام فى الأسبوع مهما كبر السن لتفادى الإصابة بمرض السكر.
وأوضح، أن العامل الوراثى يلعب دورًا فى الإصابة بمرض السكر، وتخفيض الوزن من 5 إلى 7%، مضيفًا، "لا ننصح بإجراء عمليات للتخلص من السكر، ولكن أفضل وسيلة لتجنب السكر، هو خفض الوزن لمن لديهم استعداد وراثى، ومن يعانون من زيادة الوزن".
اللجنة القومية للسكر ودورها فى مكافحة المرض
من جانبه أكد الدكتور صلاح الغزالى حرب أمين عام اللجنة القومية للسكر، أنه من المفروض أن يتم وضع السياسات العامة وتوحيد الجهود لتخفيض عدد المصابين بالسكر، قائلاً "وضعنا بعض الأساسيات لمعرفة حجم المشكلة فى مصر وتحسين طريقة العلاج"، مؤكدًا أن بعض الشركات ساهمت معنا، ونحاول أن يكون فى كل محافظة مركز لعلاج مرض السكر، وأن جميع الجمعيات ستقوم بحملات لمكافحة المرض".
وأضاف، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن مرض السكر ينتشر بشكل وبائى فى مصر، موضحًا أن تدريب الأطباء هام جدًا فى الحد من الإصابات الجديدة، مشيرًا إلى أن هناك بعض المرضى المصابين ولا يعلمون بإصابتهم بالمرض.
