معركة "النبيذ" تلقى بظلالها على زيارة روحانى لباريس.. الفرنسيون يرفضون طلب رئيس إيران بعدم تقديم الكحوليات فى مأدبة عشاء مع هولاند ويقررون إلغاءها..وعلمانية فرنسا السياسية تضعها فى صدام مع قادة مسلمين

الخميس، 12 نوفمبر 2015 10:20 ص
معركة "النبيذ" تلقى بظلالها على زيارة روحانى لباريس.. الفرنسيون يرفضون طلب رئيس إيران بعدم تقديم الكحوليات فى مأدبة عشاء مع هولاند ويقررون إلغاءها..وعلمانية فرنسا السياسية تضعها فى صدام مع قادة مسلمين الرئيس الإيرانى حسن روحانى
كتبت رباب فتحى وريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن قرار فرنسا إلغاء مأدبة عشاء كانت مقررة بين الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند ونظيره الإيرانى حسن روحانى المقرر أن يزور العاصمة باريس الأسبوع المقبل خبرا عاديا، فالأمر له أبعاد ثقافية أكبر من كونه متعلقا بقواعد البروتوكول فى قصر الإليزيه.

روحانى يرفض الخمور ويطلب اللحم الحلال


وقد بدأت القصة عندما طلب الجانب الإيرانى عدم تقديم خمور وتقديم اللحم الحلال على مائدة العشاء المقرر إقامته لروحانى خلال زيارته المرتقبة لفرنسا والتى تعد خطوة جديدة نحو انفتاح طهران على الغرب بعد توقيع الاتفاق النووى التاريخى.. لكنه لم يكن طلبا عاديا لفرنسا التى تضع المثل العلمانية للجمهورية فوق أى شىء، على حد وصف صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، والتى لقواعد الطعام فيها احترام ربما لا يوجد فى دول أخرى.

وكانت وسائل إعلام فرنسية قد قالت إن قائمة الوجبات قدمت إفطار خاليا من الكحول، وهو ما رفضه الإيرانيون لأنه بدا رخيصا للغاية ولا يليق برئيس دولة. ويأتى هذا الشجار على مائدة الطعام مع قيام روحانى بأول رحلة رسمية له إلى أوروبا كرئيس، والتى من المفترض أن تبشر بخروج إيران من العزلة الاقتصادية المفروضة عليها بعد فترة طويلة من العقوبات. وسيلتقى روحانى أيضا رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى والبابا فرانسيس وبشركات إيطالية فى روما يوم الأحد قبل أن يذهب إلى فرنسا، حيث من المقرر أن يلقى خطابا أمام اليونسكو ويلتقى بمسئولين وشركات فرنسية.

موقف فرنسا المتشدد من إيران


وقد رفضت متحدثة باسم الإليزيه التعليق على الخلاف بشأن النبيذ واللحم الحلال، إلا أن الأمر يأتى فى لحظة مثيرة لكلا من فرنسا وإيران. فخلال المفاوضات الدولية للتوصل إلى الاتفاق التاريخى بشأن برنامج إيران النووى، اتخذت فرنسا واحدا من أشد المواقف، وكان من المفترض أن تكون زيارة روحانى إعادة للتقارب، على الرغم من أن هذا الأمر يظل غير واضح.

وبالنسبة للصناعة الفرنسية، فإن المخاطر عالية كما تقول واشنطن بوست. فبعد الاتفاق الذى أدى على رفع العقوبات الدولية مقابل وضع قيود على برنامج إيران النووى، من المفترض أن تتودد الشركات والحكومات الأوروبية للإيرانيين. وقد بدأت بالفعل إيطاليا وألمانيا ودول أخر إرسال وفود تجارية وكبار الوزراء إلى طهران، استعدادا لما يأملون أن يكون ضوء أخضر لبدء استثمارات اوائل العام المقبل.

وخلال زيارة وفد تجارى فرنسى لإيران فى سبتمبر الماضى، شكا المديرون التنفيذيون للشركات الفرنسية من أن موقف باريس المتشدد جعل من الصعب عليهم الفوز بجزء من الكعكة.

حرب ثقافية بسبب الطعام فى فرنسا


إلا أن فرنسا تخوض أيضا حربا ثقافية داخلية حيث يدق الجناح اليمينى فيها أجراس القلق من الأسلمة التى وصلت إلى عمق العلاقة الوطنية مع الطعام. فقد حشدت الجبهة الوطنية التى تنتمى لليمين المتشدد ضد انتشار مطاعم الكباب فى بعض مناطق البلاد. ومن ناحية أخرى، فإن المتشددين فى إيران يحشدون بقوة ضد كل ما يشير إلى ان الاتفاق الإيرانى سيؤدى إلى انفتاح أكبر مع الغرب، وهو ما يجعل أى صور لتناول الكحول أو اللحوم غير الحلال غير واردة.

"علمانية" فرنسا تدفع الإليزيه لإلغاء مأدبة العشاء



من جانبها، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن مستشارى هولاند شددوا على أن الموقف ليس له ارتباط بتقاليد فرنسا المتعلقة بالخمر، مؤكدين أن الشعائر الدينية منعت من الفعاليات الرسمية بموجب مبدأ العلمانية الصارم الذى يشكل القيمة الرئيسية للجمهورية الفرنسية.

وأوضحت التايمز أن هولاند من محبى النبيذ ويتباهى الإليزيه بتقديم الكحول التى تتماشى مع مطبخه.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن إخلاص فرنسا لفكرة العلمانية السياسية تسبب فى بعض المشكلات من قبل مع الزائرين المسلمين. ففى عام 1999، أجل الرئيس الإيرانى الأسبق خاتمى، زيارة لباريس لمدة ستة أشهر لأن جاك شيراك رفض طلبا إيرانيا بإقامة حفل استقبال دون مشروبات كحولية، واستقبل فى حفل شاى بدلا منه.

اليوم السابع -11 -2015

وفى 2009، رفض نيكولا ساركوزى، الرئيس الفرنسى السابق، والذى لا يشرب الخمر أبدا، طلبا من نورى المالكى، رئيس وزراء العراق وقتها، بإبقاء النبيذ بعيدا عن طاولة الغداء، إلا أن المأدبة تم إلغاؤها كذلك.

وقلل مساعدو هولاند من أهمية إلغاء هذه المأدبة، والتى سرب أخبارها رجال أعمال فرنسيون كانوا يريدون تعزيز المصالح مع الرئيس روحانى فى إطار إعادة تأسيس الوجود التجارى الفرنسى فى إيران. وقال أحد المساعدين أن المسألة "ليست هامة"، بالمقارنة بالحرب فى سوريا، وبرنامج إيران النووى، "فهذه زيارة عمل، وليست زيارة رسمية".

واعتبرت التايمز أن المأدبة لا تزال ممكنة بعد زيارة دبلوماسيين فرنسيين لطهران هذا الأسبوع.


موضوعات متعلقة..



واشنطن بوست: معركة "الطعام" بين فرنسا وإيران ذات أبعاد ثقافية عميقة









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة