العمل من سيناريو "بهية علواش" وتصوير "أوليفر جيربيوس" وبطولة "عدلان جميل" و"لمياء بيزواوى" و"ليلى تيلماتين" و"عبد اللطيف بن أحمد" و "محمد تكيريت"، ويدور حول "عمر" المراهق الذى يعيش فى أحد العشوائيات بمستغانم فى العاصمة الجزائر مع شقيقته ووالدته، وهو مدمن لعقار يدعى "مدام كوراج"، يدفعه إلى سرقة الفتيات فى الشوارع لتأمين احتياجاته من هذا العقار الذى يهون عليه حياته البائسة التى يعيشها مع والدته التى تتابع قنوات الفتاوى الدينية يوميا لكنها لا تمانع فى ممارسة ابنتها الدعارة ولا تمنع ابنها من السرقة والإجرام.
المخرج "مرزوق علواش" حاول أن يبعث برسالة من خلال الفيلم تفيد بأن الأوضاع الاقتصادية السيئة هى السبب الرئيسى لما وصل له الوضع الجزائرى فى العشوائيات ويحمل الحكومة مسئولية ما آلت إليه الأمور، خاصة عندما رصد شكل الحياة بتلك المناطق من تراكم لمقالب القمامة المنتشرة فى كل مكان الى جانب، وغيرها من مظاهر الحياة الفقيرة والبائسة.
اختار المخرج "مرزاق علواش" الكادرات المتحركة المحمولة فى بعض الأحيان، فى إشارة منه إلى حياة ذلك الشاب الذى يترنح فى حياته ليس فقط بسبب الإدمان والإجرام وإنما أيضا فى علاقته مع نفسه، فرغم أنه مجرم إلا أنه لا يزال قلبه ينبض بالحب والخير ويتصارع بداخله جانبى الخير والشر، وهو ما ظهر جليا فى تعامله مع شقيقته والتى تعرضت للأذى بسبب عملها فى مجال الدعارة بعد أن ضربها "القواد" الذى يقوم بتسهيل عملها فى الدعارة، إلى جانب وقوعه فى غرام إحدى ضحاياه من الفتيات التى انتزع منها "قلادتها"، إلا أنه أغرم بها بمجرد النظر فى عينها أثناء سرقتها وحتى فى ملاحقاته لها فى المدرسة والمنزل وغيرها من الأماكن لم يحاول اغتصابها أو التعامل معها بقسوة وإنما فكر فيها برومانسية قد لا تتناسب مع شخصية ذلك الفتى المدمن والمجرم أيضا.
إيقاع الفيلم بطىء إلى حد كبير والأحداث مكررة وهو ما قد يصيب المشاهد بالملل، إلا أنه فى النهاية العمل يعد تجربة متميزة لمخرج مخضرم أراد أن يوصل للمشاهد أن الإجرام لا يمنع الحب، ويحسب للمخرج "مرزاق علواش" أنه حافظ طوال الفيلم على التلقائية والعفوية فى الأداء الذى تمتع به أبطال الفيلم، خاصة عدلان جميل الذى جسد دور المراهق "عمر"، ولمياء بيزواوى التى جسدت دور "سلمى" الذى أغرم بها "عمر" وفادية زهرة التى جسدت دور الأم.
ويذكر أن فيلم "مدام كوراج" أثار الجدل مؤخرا بسبب عرضه فى مهرجان حيفا الإسرائيلى، ما تسبب فى موجة غضب فى الجزائر تجاه العمل.
