وجاء فى التصدير الذى كتبه الدكتور فيصل الحفيان، مدير المعهد، أن هذا الكتاب نص من نصوص المعتزلة، ومن المعلوم أن هذه الفرقة تحظى اليوم بتقدير طائفة كبيرة من الباحثين، ولسنا هنا فى معرض المقايسة والمفاضلة، ولكن الذى لا شك فيه أنه كان لها إسهام تاريخى فى رؤية المسائل العقدية، وفى فهم الآيات القرآنية، وفى الدفاع عن الإسلام من جهة، وفى إثراء الحياة العقلية من جهة أخرى.
وأضاف إن هذا الكتاب يشى بمنهج صاحبه الاعتزالى فهو يرد فيه على أهل الحديث الذين اعتمدوا منهج التوقف فى كثير من المسائل، كما يرد على الشيعة فى فصل يتحدث فيه عن الإمامة عند الإثنى عشرية، ومن المعلوم أنه لا خلاف عند المعتزلة وأهل الحديث فى حكم الإمامة.
وقدم الدكتور رضوان السيد للكتاب فذكر: أن كتاب أبى طاهر الطريثيثى وهو كتاب فى علم الكلام ينازع فى أبوابه أهل الحديث، ويرد فهمهم الحرفى _من وجهة نظره_ للقرآن فى سائر المسائل. والدليل على أن الكتاب فى علم الكلام،هو عقده فيه بابًا فى "الإمامة" وهى ليست من مسأل المتشابه فى القرآن، والمعروف أنه ليست بين المعتزلة والسنة خلافات فى مسألة الإمامة، ولذلك جاء رده فى هذا الباب على الشيعة الذين يقولون بالنص والوصية. ولكى تبقى الأولوية للخصومة مع السنة، فإنه ردَّ أيضًا فى هذا الباب على أناس منهم قالوا بالوصية لأبى بكر.
موضوعات متعلقة..
"وآخر متشابهات" على دبى الفضائية اليوم