بالنسبة لنا فى مصر تأجير العجل جزء من ذكرياتنا، فبعدما كان محل تأجير العجل جزءا رئيسيا فى كل شارع، أصبح مجرد ذكرى ومحلات قليلة متناثرة، وبما أننا نعيش فى عمارات مرتفعة فاستخدام العجل أصبح صعبا للغاية، ولذلك تعد التجربة الأوروبية فى تأجير العجل مهمة للغاية بالنسبة لنا.
بمجرد تجولك فى شوارع العاصمة النمساوية فيينا، سيلفت نظرك العجل المرصوص على الأرصفة، ملتصق مغناطيسيا بقوائم حديدية، وإلى جواره ماكينة تشبه الفيزا إلى حد كبير، ويتبدل على ركوبه المواطنون والسياح من جميع الأعمار والأشكال بعدما نجح النظام فى تسهيله ليد المواطن ليصبح جزءا من ثقافة شعب.
اقتربنا من أحد الشباب الذين يستخدمونه للتعرف بشكل أكبر على النظام، وفوجئنا بالسهولة الكبيرة له، يمكنك الدخول إلى موقع الشركة "www.citybikewien.at" لتنشأ حسابا، أو بكل بساطة عبر كارت فيزا أو ماستر كارد أو JCB، أو أى كارت ائتمان عالمى يصبح لك حساب، ويمكنك عبر تمرير الكارت فى القوائم الممغنطة الحصول على العجلة بساعة مجانية، ثم يورو واحد للساعة الثانية، وتقل التكلفة مع زيادة مدة الاشتراك.
الشركة التى توفر تلك الخدمة داخل العاصمة النمساوية توفر 120 محطة للحصول على العجل، على سبيل المثال يمكنك الحصول على العجلة من محطة الدقى، وتذهب لتقضى مشوارا فى منطقة إمبابة، فتركنها فى المحطة هناك ولا يحتسب عليك إلا فترة إيجارك لها، وتعود لتحصل على عجلة أخرى تعود بها لمنزلك فى الزمالك لتركنها فى المحطة المجاورة لك وهكذا.
الأمر يحتاج فقط نظاما محكما وشركة تستثمر فى فكرة تحتاجها شوارع القاهرة بكل قوة، ويتم توصيل تلك المحطات بأجهزة إنذار للتنبيه لو حاول أى شخص سرقة أى عجلة، لنجد حلا هاما للزحام، وتنشيطا للسياحة عبر تلبية احتياجات آلاف السياح الذين يعشقون رياضة ركوب العجل، وتعتبر جزءا من ثقافتهم فى بلادهم، وتقديم رياضة سهلة وبسيطة للمواطنين والشباب فى مصر.
العجل فى أوروبا والدول المتقدمة لا يقف عند هذا الحد، فى بودابست، عاصمة المجر على سبيل المثال، يكون العجل جزءًا من رحلة الأتوبيس السياحى هناك، حيث مع التذكرة التى تقطعها للأتوبيس السياحى فى المدينة، يقدم لك تذكرة للاستمتاع بالعجل فى مجموعة من الأماكن المخصصة لركوبه، كالجزر الطبيعية أو الأماكن السياحية الهامة.
