حمدى الطباع: مجلس رجال الأعمال المصرى الأردنى من أنشط المجالس العربية

أكد رئيس اتحاد رجال الأعمال العرب، ورئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين حمدى الطباع أن مجلس رجال الأعمال المصرى الأردنى المشترك يعد من أنشط المجالس العربية، منوها فى الوقت ذاته بأن هناك وفاقا سياسيا بين مصر والأردن بشأن مختلف القضايا العربية.

وقال الطباع على هامش منتدى (قضايا الاستثمار فى الوطن العربى) الذى اختتم أعماله أمس الأول الخميس – " نرحب باتفاقية التوأمة التى وقعت بين مدينتى شرم الشيخ، والعقبة الأربعاء الماضى، ونحن كمواطنين فى البلدين، والعالم العربى، والدول المطلة على البحر الأحمر نريد أن نشعر بفائدتها".

وأضاف" تلقينا دعوة من جمعية رجال الأعمال المصريين لزيارة مصر قريبا بهدف الاطلاع على المشروعات الجديدة التى تنفذها الدولة المصرية وعلى رأسها مشروع تنمية إقليم قناة السويس، والتى يمكن أن يستثمر فيها رجال الأعمال الأردنيون ".

وحول منتدى قضايا الاستثمار فى الوطن العربى، قال الطباع إن اتحاد رجال الأعمال العرب درس الوضع الاقتصادى العربى ووجد ضرورة انعقاد المنتدى للبحث فى إمكانية إنشاء مشروعات..منوها بأن عددا كبيرا من رجال الأعمال من الأردن وفلسطين والعراق والكويت وقطر والسودان إلى جانب وفد الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة فى مصر شاركوا فى المنتدى الذى وصفه بـ" الناجح ".

وأشار إلى أن الوفد المصرى المشارك فى المنتدى طرح عددا من المشروعات الاستثمارية الكبرى فى مصر التى تحتاج إلى المال والتسويق، كما قدم رجال الأعمال الفلسطينيون- رغم الاحتلال البغيض- مشروعا إسكانيا متكاملا يستهدف تثبيتهم على أرضهم، قائلا " إن كل عربى مدعو للمساهمة فى هذا المشروع".

وأضاف " نركز على كيفية تحويل التحديات التى تواجه المواطنين العرب، والأمة إلى فرص استثمار لخلق فرص عمل خاصة، وتبين حسب الإحصائيات الأخيرة أن العالم العربى بحاجة إلى 80 مليون فرصة عمل خلال السنوات الخمس القادمة".

وتابع "إننا فى الاتحاد حريصون على المشاركة فى كل حدث عربى اقتصادى ولا يوجد لدينا حساسية طالما العمل العربى المشترك هو الهدف"، مطالبا رجال الأعمال العرب بضرورة الأخذ بزمام المبادرة فيما حث الحكومات على الاستماع إلى مقترحاتهم.

وقال: "أعددنا دراسة بعنوان (النشاط الاستثمارى فى الدول العربية..سبيل للتكامل الاقتصادى العربى) وسنقوم فى الاتحاد برفعها إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مرفقة بأوراق العمل التى أعدت لهذه الغاية ليتم إدراجها ضمن جدول أعمال الاجتماعات الاقتصادية، والقمة العربية المقبلة".

ونوه بأن هناك فرصا استثمارية كبيرة جدا فى العالم العربى إلا أن رجال الأعمال العرب حتى الآن لا يستطيعون التنقل بسهولة بين الدول بسبب موضوع التأشيرة..قائلا " كنا قد تقدمنا بتوصية إلى وزراء الداخلية العرب فى إحدى القمم لإصدار هوية لرجال الأعمال للتنقل بدون تأشيرة للتسهيل عليهم".
ونبه إلى أنه فى الوقت الذى تبلغ فيه حجم الأموال العربية المتوفرة فى البنوك أكثر من 3 تريليونات دولار أمريكى، تستورد الدول العربية بمجملها المواد الغذائية، ولديها أعلى معدل أزمة بطالة يبلغ 17%..كما أن حجم التجارة البينية العربية لم ترق للمستوى المأمول حيث إنها لم تتجاوز 10% من مجمل تجارة الدول العربية مع العالم.

وقال" رغم كل التحديات والصعاب إلا إننا متفائلون بأن المرحلة القادمة قد تكون أفضل، كما أننا كرجال أعمال عرب سنبذل قصارى جهودنا، وسنقوم برفع التوصيات، والمذكرات للحكومات كى يأخذ المال العربى الأولوية فى الاستثمار العربي".

وطالب بضرورة وضع خطة استراتيجية للنهوض بالاستثمار فى الدول العربية على أن تتم متابعتها ومراجعتها لأن متغيرات العالم العربى سريعة..مؤكدا ضرورة أن تكون هناك شراكة حقيقية ما بين القطاعين العام، والخاص فى صنع القرار الاقتصادى.

ورأى أن الإدارة الاقتصادية الحكومية بالعالم العربى "غير كفوءة وغير صالحة لإدارة الأعمال الاقتصادية"، قائلا " أن رجال الأعمال العرب شركاء مع الحكومات ويجب وضع التشريعات، والقوانين بالشراكة استنادا لعملهم، وتجربتهم ووقتها سيتحسن الاقتصاد العربى"..مؤكدا أن التشاور ضرورى بين الطرفين خاصة وأن النمو الاقتصادى فى العالم العربى متأرجح بسبب انخفاض أسعار النفط".
وحول التأثيرات التى خلفتها مسألة إغلاق الحدود العراقية الأردنية على بيئة التجارة، والأعمال فى الأردن، قال الطباع" أن هذا الإغلاق أثر سلبا على حركة التجارة حيث أن ما يتراوح بين 40 إلى 50% من أعمال ميناء العقبة من استقبال للبواخر التى تحوى كافة أنواع البضائع كان توجه إلى السوق العراقى".

ونبه إلى أن ميناء الحاويات تأثر سلبا بإغلاق الحدود كما تعطل الأسطول البرى الأردنى عن العمل، معربا عن تمنياته بأن تفتح الحدود فى أقرب فرصة وأن يعم الاستقرار فى بلاد الرافدين.

وقال إن تنظيم (داعش) الإرهابى يسيطر على بعض آبار النفط فى العراق وسوريا وهو ما يتطلب تجفيف منابع تمويله بدون حرب وبدون قصف الذى أوقع العديد من الضحايا، والأبرياء، مطالبا الدول العربية بضرورة دعم قرار عبر مجلس الأمن الدولى ضد أية دولة تشترى نفطا من داعش وأن تحاصر اقتصاديا لوقف هذا التعامل.

وعن الدور الذى يقوم به اتحاد رجال الأعمال العرب تجاه الجانب الفلسطينى الذى يعانى من القيود الإسرائيلية، أجاب الطباع أن رجال الأعمال الفلسطينيين كانوا أحد المؤسسين للاتحاد، ونحن على علاقة واتصال دائم معهم لأن فلسطين تعتبر الأقرب سياسيا واقتصاديا، وثقافيا.

وقال "إننا ندعوهم إلى عمان ونتعرف على المشروعات التى تنفذ فى فلسطين وعلى العقبات التى تعترضها وعلى المطلوب لإيصال صوتهم للجهات المعنية. . أى أننا نخدمهم ضمن إمكانياتنا".

وأشار فى الوقت ذاته إلى أن جمعية رجال الأعمال الأردنيين استضافت نظرائها من العراق وقدمت لهم التسهيلات اللازمة، وأيضا بالنسبة للسوريين، قائلا "كلفتنا الحكومة بمتابعة متطلبات المستثمر السورى والاستماع لمقترحاته ومن ثم رفعها إلى الوزارات المعنية واتخاذ الإجراءات الملائمة"، مبينا فى هذا الإطار بأن حجم الاستثمارات السورية فى مدينة العقبة وحدها تبلغ 30 مليون دولار أمريكى.