"داعش" تعلن تفاصيل مفاوضاتها مع الأردن قبل قتل معاذ الكساسبة

بثت مؤسسات إعلامية مؤيدة لتنظيم داعش الإرهابى، تسجيلا صوتيا للمكالمات التى أجراها أبو محمد المقدسى، منظر التيار السلفى الجهادى فى الأردن، مع أحد عناصر تنظيم "داعش" للتفاوض حول الموافقة على إطلاق سراح الطيار الأردنى معاذ الكساسبة، قبل إحراقه مقابل موافقة السلطات الأردنية على إطلاق سراح الإرهابية ساجدة الريشاوى، التى كانت محتجزة وقتها فى السجون الأردنية بتهمة الاشتراك فى تفجيرات فندق راديسون عام 2005.

وكشفت التسجيلات أن المقدسى تم الإفراح عنه بعد إلقاء القبض على الكساسبة مباشرة، وليس بعد فيديو إحراقه، حيث طلب من الطرف الذى كان يمثل داعش ولم يتم الإفصاح عن اسمه بأن يتخذوا قرار الإفراج عن الكساسبة وأخبرهم بأن الذى سيتحقق من وراء الإفراج عن ساجدة أهم من إحراق الكساسبة.

ووفقا للتسجيلات فإن المقدسى أخبرهم بأن الكساسبة ينتمى لقبيلة هامة فى الأردن وأن السلطات الأردنية حريصة جدا على إطلاق سراحه، ولديها استعداد لمبادلته،كما كشفت التسجيلات أن داعش عرضت على المقدسى أن يتم مبادلته هو شخصيا بالكساسبة، لكنه رفض وأكد أن وضعه يختلف عن الآخرين، نظرا لصدور أحكام قضائية ضده بالسجن خارج الأردن.

وبحسب التسجيلات فإن داعش عرضت إطلاق سراح الطيار اليابانى، الذى تحتجزه مقابل الإفراج عن ساجدة الريشاوى، وهو الأمر الذى أثار اندهاش المقدسى، نظرا لأن المفاوضات تتم مع السلطات الأردنية، وأوضح أنه ليس معقولا أن يطلب من السلطات الأردنية أن تبادل سجينا لديها برهينة من دولة أخرى.

وكشفت التسجيلات أن المقدسى ألح على ممثل داعش بأن يفرجوا عن الطيار الأردنى، وأوضح أن تنظيم داعش ستستفيد كثيرا من هذا الأمر، كما أشار إلى أن السبب الذى دعاه للتواصل معهم هو بقاء ماسماه بـ"الشعرة" من التقدير بينهم، حيث أكد أنه إذا توسط أبو قتادة الفلسطينى فى هذا الأمر فإن داعش لن تقبل بوساطته لكنه يعتقد أن شيئا من التقدير والود لايزالان باقيين فى النفوس بينه وبين قادة التنظيم الإرهابى.

وأشارت التسجيلات إلى أن ممثل داعش تعمد خداع المقدسى، حيث أخبره أنه سيرسل إليه مقطعا يخص الكساسبة، وهو الأمر الذى استقبله المقدسى بحالة من الحفاوة والترحيب، نظرا لأنه اعتقد أن المقطع للطيار الأردنى، وهو على قيد الحياة، وبعدها مباشرة بث التنظيم الفيديو الخاص بإحراق الطيار الأردنى.